بعد الانفتاح الدولي.. الهجـ.ـوم على السويداء أول خطأ كـ.ـبير يـ.ـرتكبه الشـ.ـرع وكشفت حقيقة أهـ.ـدافه
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية يوم السبت، أن الأحداث الأخيرة في مدينة السويداء الدرزية قد تحدد مستقبل رئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع” وأشارت إلى أن «المواجهات الدموية شكّلت أخطر تحدٍ لرئاسته الناشئة» ووضعته بين خيارين صعبين «إما التخلي عن طموحه في فرض سيطرة الدولة على الجنوب، مما يقوض مساعيه لتوحيد البلاد، أو مواجهة تصعيد خطير مع إسرائيل». منوّهاً إلى أن الانتهاكات التي ارتكبت بحق الدروز والعلويين «قد يعوق جهوده للتقارب مع مجموعات أخرى مثل الأكراد في الشمال الشرقي، الذين يترددون في دمج منطقتهم مع دمشق». ويؤكد خبراء في الشأن السوري إن المعارك التي جرت خلال الأيام الماضية زادت من الشرخ السوري المتسع أصلاً، وزاد من صعوبة ترميم الجسور الاجتماعية بين الطائفة الدرزية والطائفة السُنّية وخاصة حياتهم التاريخيين من البدو. وفي سياق متصل اعتبرت شبكة “abc news” أن الدروز وغيرهم من الأقليات يشعرون بعدم الثقة بشكل متزايد بالحكومة المركزية التي يديرها رجل كان مرتبطا في السابق بتنظيم القاعدة، على الرغم من تعهده بحماية المجموعات العرقية والدينية المتنوعة في سوريا إلا أنه لم يمنح الأقليات السورية سوى تمثيل رمزي في الحكومة المؤقتة، ونقلت الشبكة عن بسام الأحمد (المدير التنفيذي لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة) تأكيده على أن مهاجمة قوات سلطة دمشق لمحافظة السويداء، بعثت برسالة مفادها أنها «ستستخدم القوة العسكرية للسيطرة على كل شبر من سوريا». وأضاف أن «بشار الأسد حاول بهذه الطريقة وفشل».
ويربط عدد من الخبراء فشل سلطة دمشق في السيطرة على محافظة السويداء بضعف التخطيط الاستراتيجي وعدم الفهم الكافي لأجندات الدول وطريقة تفكيرها، وفي هذا السياق، قالت دارين خليفة (المستشارة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية) في تصريح لـ”abc news” إن سلطة دمشق خرجت “مهزومة” من هذا الوضع الذي سيجعلها ضعيفة في منظور السوريين. على صعيد متصل قالت وكالة “رويترز” يوم السبت، إن 8 مصادر مطلعة أكدت لها، أن سلطة دمشق أساءت تقدير ردّ الفعل الإسرائيلي على نشر قوات الحكومة السورية في محافظة السويداء، وقالت أنها فهمت بشكل غير دقيق الرسائل الأمريكية بخصوص وجوب أن تُحكم سوريا كدولة مركزية. ونقلت وكالة “رويترز” عن المصادر، أن دمشق كانت تعتقد أنها حصلت على ضوء أخضر غير مباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل لإرسال قواتها إلى الجنوب، رغم التحذيرات الإسرائيلية السابقة. وأفاد “معهد دراسات الحرب والسلام” الأمريكي بأن الفظائع التي ارتكبتها القوات الحكومية ضد الدروز خلال الأسبوع الماضي «سيكون له آثار ضارة للغاية على قدرة الحكومة على تقديم نفسها كضامن أمني محايد واستعادة النظام في محافظة السويداء».
ويرى مراقبون إن سياسة “أحمد الشرع” الرامية إلى السيطرة على كامل سوريا والاستفراد بالسلطة تضع مصداقيته على المحك. وقالت باربرا ليف (مساعدة وزير الخارجية السابقة لشؤون الشرق الأدنى في إدارة بايدن) في حوار مع مجلة “المجلة” إن «الانتقادات الحالية [لأحمد الشرع] تتركز في الغالب على فريقه المقرب ودائرته الحاكمة، حيث يتكون معظمها من شخصيات تنتمي إلى إدلب، ما يجعلها ضيقة ومنعزلة». ودعت إلى ضرورة توسيع هذا النطاق، وفتح المجال لمكونات أخرى من المجتمع السوري للمشاركة. كما وأكد ديفيد لامي (وزير الخارجية البريطاني)، في منشور على منصة “إكس” السبت، أن ما يحدث في المحافظة “أمر يبعث على الفزع”، وأضاف لامي: “نشعر بالفزع من العنف في جنوب سوريا”، مشدداً على “ضرورة إنهاء القتال وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
وقالت جدعون ساعة (ووزير الخارجية الإسرائيلي) في رده على خطاب الشرع يوم السبت، أن «وفق تصور سوريا الشرع فإنه من بالغ الخطورة أن تكون من الأقليات، بما في ذلك الأكراد والدروز والعلويين والمسيحيين، وهو ما تم إثباته مراراً وتكراراً على مدار الأشهر الستة الماضية». واضاف «أن من واجب المجتمع الدولي ضمان أمن وحقوق الأقليات في سوريا، وأن يكون قبول سوريا المتجدد في المجتمع الدولي مشروطًا بحمايتهم».
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.