الحسكة تحتضن كونفرانس لترسيخ التعددية وبناء نموذج حكم تشاركي

شهدت مدينة الحسكة انعقاد كونفرانس وحدة المكوّنات في شمال وشرق سوريا بمشاركة واسعة شملت أكثر من 400 شخصية تمثل مختلف المكوّنات القومية والدينية والسياسية، إلى جانب شخصيات ثقافية واجتماعية ونسائية بارزة. وجاء الحدث في مرحلة سياسية وأمنية دقيقة، ليؤكد إرادة جماعية في مواجهة محاولات بث الانقسام وتعزيز أسس التعايش المشترك.

تناولت جلسات الكونفرانس محاور أساسية حول مستقبل الإدارة والحكم في المنطقة، حيث أكد المشاركون على ضرورة إقرار نظام حكم لا مركزي يضمن مشاركة عادلة لجميع المكوّنات، ويحافظ على الخصوصيات الثقافية والدينية، ويكفل توزيعاً منصفاً للسلطات والموارد. كما شدد البيان الختامي على رفض أي تغيير ديموغرافي، واعتبار عودة المهجّرين حقاً أساسياً ينبغي ضمانه ضمن أطر دولية ومحلية.

وتضمنت التوصيات البارزة الدعوة إلى عقد كونفرانس وطني شامل يضم جميع المكوّنات السورية، ليشكل منطلقاً لعملية سياسية أوسع تقوم على العدالة الانتقالية، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، وإعداد دستور ديمقراطي يرسخ مبادئ المساواة والحقوق.

وحضر المؤتمر عدد من القيادات الروحية، منهم الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري الذي وصف الحدث بأنه “استجابة صادقة لنداء شعب أنهكته الحرب”، فيما دعا رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ غزال غزال إلى اعتماد صيغة حكم لامركزية أو فيدرالية تراعي التنوع السوري وتمنع الإقصاء.

وحظي الكونفرانس بتغطية إعلامية واسعة على المستويات المحلية والعربية والدولية، حيث اعتبرته تقارير صحفية خطوة استراتيجية لتعزيز الاستقرار، فيما رأى مراقبون أن نموذج الإدارة الذاتية يمثل تجربة يمكن تطويرها وتوسيعها لتشمل مناطق أخرى في البلاد.