NORTH PULSE NETWORK NPN

بسبب فشل السلـ.ـطة في سياسـ.ـاتها تدعوا مسؤولي الادارة الذاتية لزيارة دمشق

 

زار وفد من الإدارة الذاتية برئاسة السيدة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، دمشق بناء على دعوة من قبل سلـ.ـطة دمشق وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت الوكالة عن مسؤولين في دمشق إن الزيارة تأتي استكمالاً للمفاوضات الدائرة بين الطرفين، وأوضحت أن «النقاشات تركزت على إيجاد صيغة مناسبة للامركزية، من دون تحديد جدول زمني» لتطبيقها. وفي السياق، نقلت قناة “العربية” عن مصدر في سلطة دمشق مساء الثلاثاء تأكيده على أن «اجتماع الحكومة السورية وقسد [الإدارة الذاتية] أمس كان إيجابياً جداً.. وتم التوافق على استكمال التفاوض وصولا لتطبيق اتفاق 10 آذار». يأتي ذلك وسط حملة اعلامية تحريضية تشنها سلطة دمشق ضد إقليم شمال وشرق سوريا، وقيام مجموعات من قوات سلطة دمشق باستفزاز قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في خطوط التماس بديرحافر وريفي حلب ومنبج. والتي ردت عليها قسد بقوة وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر قوات السلطة وفقاً لوكالة “سانا” التابعة لها. وفي هذا السياق يؤكد الخبراء على أن الإدارة الذاتية تمكنت من توسيع تحالفاتها الجغرافية لتشمل قوى داعمة للامركزية في الحكم من كافة المكونات السورية، وأفشلت محاولات سلطة دمشق خلق انقسامات داخلية في الإقليم وإضعاف موقف قسد التفاوضي، رغم استمرار المسار السياسي بين الطرفين، ويبدو أن فشل دمشق في سياستها غير الودية مكّنت قسد من تغيير قواعد التفاوض لصالحها، ونقلت مسار التفاوض من صيغة “قسد- دمشق” إلى “تحالف اللامركزية- دمشق” ووضع دمشق أمام استحقاقات جديدة وفق تحليلاً نشره موقع مجلة “المجلة”.

 

وتضاربت الأنباء حول زيارة محتملة لوفد شمال وشرق سوريا إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في الاجتماع الثلاثي الذي دعا إليه وزارة الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” خاصة إن الأنباء التي تحدثت عن زيارة الوفد إلى دمشق للقاء وزير خارجية سلطة دمشق “أسعد الشيباني” تزامنت مع زيارته للأردن. كما إن البيان الختامي للاجتماع تضمن إشارات إلى اللامركزية ومشاركة كافة المكونات السورية في العملية السياسية الانتقالية وإنهاء أزمة السويداء ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، في الوقت الذي أكد فيه مصدر في سلطة دمشق للوكالة الفرنسية على انعقاد اللقاء بين أحمد والشيباني، من دون ذكر تفاصيل أخرى، مشيراً إلى أن النقاشات أكدت على «استمرار العملية التفاوضية عن طريق لجان سورية – سورية وبإشراف دولي»، واتفق الطرفان على أن «لا مكان للخيار العسكري».

 

ويرى مراقبون أن سلطة دمشق ارتكبت الكثير من الأخطاء السياسية والعسكرية والأمنية في تعاملها مع إقليم شمال وشرق سوريا، وأظهرت استفزازاتها العسكرية في ريف حلب الشرقي وريف ديرالزور الغربي عجزها عن شنّ أي هجوم مضمون النتائج على إقليم شمال وشرق سوريا، لعدة أسباب، أبرزها: تحول اتفاق 10 آذار إلى مرجعية معترفة بها دولياً رغم التأويلات التي تتخذها سلطة دمشق لبنودها للتهرب من إلتزاماتها، بالإضافة إلى أن مسألة التعويل على بعض أفراد العشائر الموالين لدمشق لا يمكن أي يحقق مكاسب تكتيكية في حال أي هجوم، كون العشائر العربية الرئيسية في المنطقة ملتزمة بالعقد الاجتماعي للإدارة الذاتية وبعضها خاضت معارك ضد جبهة النصرة التي تنحدر منها سلطة دمشق الحالية حتى قبل تحرير قسد لكل من الرقة وديرالزور، ولا تزال فاقدة الثقة بها. ويشير مراقبون أيضاً إلى خشية دمشق من تكرار فشلها في السويداء في أي عملية ضد الإقليم الذي يمتلك أسلحة وقوات عسكرية وحلفاء وموارد أكبر بكثير من تلك التي كانت تمتلكها الفصائل الدرزية.

 

ويؤكد المختصون في الشأن السوري على إن مؤتمر “وحدة مكونات إقليم شمال وشرق سوريا” ومشاركة المرجعيات الرئيسية، العلوية والدرزية والمسيحية فيها، والمطالبة في البيان الختامي بدستور «يؤسس لدولة لا مركزية»؛ فضح النهج الإقصائي لسلطة دمشق أمام المجتمع الدولي والتي طالما سعت تركيا وقطر إلى الترويج لعكس ذلك، بالإضافة إلى ما أكدت عليه نتائج المؤتمر بمنح الشرعية الشعبية لقوات سوريا الديمقراطية. ويبدو أن التأثير الكبير للمؤتمر دفع تركيا لإرسال وزير خارجيتها إلى دمشق وإجبارها على عدم المشاركة في اجتماع باريس المرتقب، الأمر الذي تسبب بخلاف مع التيار السعودي داخل السلطة، كون اجتماع باريس سيعقد برعاية التحالف الدولي، واعلان قسد ومسؤولين في الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية ترحيبهم بأية وساطة سعودية للحوار. وسط توقعات بازدياد الشرخ مع التيار الموالي لتركيا.

 

نورث بالس

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.