جـ.ـبل الشيخ.. ورقـ.ـة استراتـ.ـيجية في المفـ.ـاوضات بين دمشق وتل أبيب
مع إعلان إسرائيل تمسكها بالسيطرة على قمم جبل الحرمون (جبل الشيخ)، يتضح أن هذه القمم تحولت إلى عقدة رئيسية في أي مفاوضات مقبلة بين الطرفين.
فرئيس الوزراء الإسرائيلي أكد مؤخرًا وجود “تقدم” في المحادثات مع دمشق حول اتفاق أمني، لكنه شدّد على أن الخلافات ما تزال قائمة، وعلى رأسها الموقف الإسرائيلي من جبل الشيخ.
الأهمية الاستراتيجية للجبل تتجاوز البعد العسكري والجغرافي. فالموقع يمثل خزانًا مائيًا رئيسيًا يزوّد نهر بانياس ونهر الأردن ورافدًا من روافد نهر بردى، وهو ما يجعل العاصمة دمشق وريفها معتمدين عليه كمورد مائي أساسي.
أي تفريط سوري في هذه المنطقة قد يعني أزمة مياه خانقة، في وقت تعاني فيه البلاد أصلاً من شح الموارد المائية وتزايد الضغط السكاني.
محللون إسرائيليون يؤكدون أن السيطرة على جبل الشيخ ليست مجرد خيار عسكري، بل “ضرورة استراتيجية” لتأمين الحدود والمياه معًا.
لكن في المقابل، يثير الموقف الإسرائيلي مخاوف واسعة في دمشق وريفها. فالجبل ليس فقط موقعًا عسكريًا، بل هو مصدر رئيسي للمياه التي تغذي العاصمة عبر نهر بردى وروافده. فقدان السيطرة السورية على الجبل أو مقايضته سياسيًا قد يؤدي إلى شلل مائي في العاصمة التي تعتمد بشكل كبير على موارده.
مصادر محلية في ريف دمشق حذرت من أن أي “بيع” أو “مقايضة” لجبل الشيخ ستكون كارثة إنسانية، معتبرة أن الأمر يتجاوز السياسة إلى حياة ملايين السوريين.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.