NORTH PULSE NETWORK NPN

استعراض عسكري للموالين لباشاغا ينذر بصدام مابين طرابلس ومصراتة

نورث بالس
بعث وزير الداخلية الموقوف بحكومة الوفاق، واجهة الإسلاميين في ليبيا، فتحي باشاغا، برسائل عدة إلى رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج منذ عودته من تركيا، حيث قامت الميليشيات الموالية له، وهي من مصراتة، باستعراض عسكري قوي بينما تحدث هو عن عدم رضاه عن قرار السراج، ما يؤشر على نذر تصعيد بين الطرفين قد تصل حد المواجهة العسكرية.
ويوحي الاستعراض العسكري الذي رافق وصول فتحي باشاغا السبت إلى العاصمة طرابلس قادما من تركيا، بحماية نحو 300 آلية عسكرية كانت قد توجهت إلى قاعدة معيتيقة لمواكبته، باحتمال حدوث تصعيد بين وزير الداخلية الموقوف وفايز السراج والميليشيات المؤيدة لكلا الطرفين.
ورد باشاغا عقب زيارته إلى تركيا في بيان نشره السبت على حساب وزارة الداخلية في فيسبوك، معربا عن استعداده للخضوع للتحقيق، لكنه طالب بأن يتم بثه بشكل حي من أجل الشفافية.
وقال إن السبب الرئيسي لإيقافه عن العمل يرجع لحديثه من قبل عن وجود فساد في جميع مؤسسات الدولة، وأن الشعب الليبي لديه مشاكل، وعلى الحكومة وضع برنامج ومشروع تسير عليه.
والسبت، أعلنت حكومة الوفاق تعيين وزير دفاع ورئيس أركان جديدين للقوات التى تقودها حكومة فايز السراج، وذلك بعد ساعات من إعلانها تعليق عمل وزير الداخلية فتحي باشاغا، إثر إطلاق النار على المتظاهرين السلميين الذين خرجوا في احتجاجات شعبية واسعة تطالب بإسقاط الحكومة بسبب تردي الخدمات العامة والظروف المعيشية فى البلاد.
وصدر القراران بعد ساعات من إعلان حكومة الوفاق تعليق عمل وزير الداخلية فتحي باشاغا، إثر إطلاق ميليشياته النار على متظاهرين سلميين، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات.
وأفادت مصادر إعلامية، الأحد، بأنه من المتوقع أن يمثل باشاغا أمام التحقيق، فيما حمله ما يسمى بشباب “حراك 23 أغسطس” مسؤولية ما يحدث في طرابلس خصوصا بعد مقتل متظاهر برصاص الميليشيات الموالية للوفاق.
وندد شباب الحراك بمقتل المتظاهر متأثرا بجروح أصيب بها جراء إطلاق الميليشيات النار لتفريق المتظاهرين المناهضين لحكومة الوفاق في طرابلس، مطالبين المجلس الرئاسي بإصدار أوامر لإطلاق سراح المعتقلين. وفي مؤشر جديد على التصعيد، قال باشاغا، الأحد، خلال مداخلة مع ’’قناة مصراتة‘‘ إنه يحتج على قرار فايز السراج لكنه يتقبل ذلك وسيمتثل للتحقيق.
ويحاول باشاغا الترويج إلى أنه ضحية الحديث عن وجود فساد وهو ما بدا واضحا في كلامه خلال الندوة الصحافية التي عقدها فور وصوله إلى طرابلس.
وقال وزير الداخلية الموقوف ’’إن الفساد مستشرٍ في كل قطاعات الدولة وأنا مستعد للمساءلة والمحاسبة، كما أطالب بدولة قادرة على محاسبة المفسدين الذين أهدروا المليارات والشعب يعيش أوضاعا صعبة، والفساد دمر حياتنا والدنيا قامت ولم تقعد حينما تحدثت عن الفاسدين‘‘.
وتأتي هذه التطورات بينما رفض أهالي مصراتة في بيان لهم إقالة باشاغا وهو أصيل المدينة التي تملك أقوى ميليشيات غربي البلاد، وينتمي أغلبهم إلى تنظيم الإخوان المسلمين وهو ما يجعل باشاغا يستقوي على السراج في الضغط عليه لاسيما أنه كان أول من اتهم ميليشيات موالية لرئيس حكومة الوفاق باستهداف المتظاهرين في طرابلس. وتُقدر عناصر ميليشيات مصراتة بـ17 ألف فرد مسلحين تسليحا جيدا واستفادوا من المعارك التي خاضوها ضد الجيش خلال حرب طرابلس.
ويتهم فتحي باشاغا بالتجهيز لانقلاب ضد السراج لم تتكشف بعد أسراره، لكن مراقبين يشيرون إلى أن يكون لتركيا دور في ذلك لاسيما بعد زيارة باشاغا ورئيس المجلس الأعلى للدولة الإخواني خالد المشري إلى أنقرة قبل أيام، وهي زيارة لم يتم التنسيق بشأنها مع السراج.
ولا يستبعد مراقبون حدوث مواجهات بين الطرفين في خضم هذا التصعيد الذي يعد محوره الأساسي النفوذ، لاسيما بعد نجاح باشاغا في التقرب من أنقرة التي تنظر إليه بعين الرضا وفقا لمراقبين.
ومن شأن حدوث أي اشتباك بين ميليشيات طرابلس (الموالية للسراج) وميليشيات مصراتة (الموالية لباشاغا) أن تضع كلا الطرفين ولاسيما فصائل مصراتة أمام تحدّي تأمين ظهرها من جهة سرت لضمان عدم تنفيذ الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر هجوما على مصراتة.
المصدر: صحيفة العرب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.