NORTH PULSE NETWORK NPN

درعا تعاني بينما يسعى الأسد للحصول على قبول دولي

نورث بالس
قالت صحيفة العرب نيوز السعودية، إن “قلة من الناس اعتقدت أنه بعد عقد من الزمن على بداية الانتفاضة ضد النظام السوري، سيواصل الأخير قصف معارضيه في درعا. لقد تحولت من كونها مركز المقاومة والاحتجاج إلى مركز لهجوم النظام”.
لا شك أن حكومة دمشق ترغب في استعادة كل نقطة انطلقت منها الاحتجاجات ضدها. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة (درعا) لها أيضاً قيمة استراتيجية كبيرة. إذ تريد حكومة دمشق السيطرة على جميع الأراضي حتى الحدود الأردنية، لأن ذلك سيسمح لها بالسيطرة على طريق التجارة الأردنية السورية. إنه مؤشر آخر على أن دمشق لن تهدأ في سعيها لاستعادة السيطرة الكاملة على كل جزء من سوريا.
بدأت حكومة دمشق أواخر شهر حزيران/يونيو، بفرض حصار على الجزء الجنوبي من مدينة درعا، المعروف باسم “درعا البلد”. وقصفتها بشكل عنيف منذ نهاية تموز/يوليو. وكان هذا خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار لعام 2018، والذي شهد استعادة حكومة دمشق السيطرة على معظم المحافظة الجنوبية.
لقد تمتّع حلفاء إيران بفرصة الاقتراب من الخطوط الإسرائيلية. فقد كانت إسرائيل حريصة على منع إيران وحزب الله من القيام بذلك.
النظرية الأساسية لكل هذه التغييرات والصمت الأميركي، هي صفقة الغاز التي يتم التفاوض عليها، لمحاولة مساعدة لبنان في أزمة الطاقة.
وسيتم تصدير الغاز المصري عبر خط الغاز العربي عبر الأردن إلى حمص في سوريا، ثم إلى لبنان. وقد يقوم البنك الدولي بتغطية التكاليف. والتحدي هو حالة خط الأنابيب السيئة داخل سوريا. فلإعادة الخط إلى نظام العمل، تحتاج دمشق إلى شيئين: الدعم الفني الخارجي، والسيطرة الكاملة على جميع التضاريس، من الحدود الأردنية إلى الحدود اللبنانية.
فهل تخفف الولايات المتحدة العقوبات التي فُرضت بموجب قانون قيصر؟ كان هذا، حتى الآن، من المحرّمات المطلقة. وقد صرّح المطلعون في واشنطن باستمرار، أن رفع العقوبات غير وارد. إذ أن الإدارة الأميركية لا تريد الظهور بمظهر ضعيف في قضية حكومة دمشق. وعلى الرغم من أنه من منظور إنساني، فإن العديد من هذه العقوبات تؤثر بشكل أكبر على المدنيين السوريين أكثر من الحكومة. وما هو غير واضح بالضبط، هو ما الدخل الذي ستحصل عليه حكومة دمشق من رسوم العبور؟.
أظهر الرئيس جو بايدن خطاً قوياً في السياسة الواقعية في أفغانستان. وبالتالي، قد يفعل الشيء نفسه مع سوريا، عبر مساعدة لبنان في أزمته الحالية. وذلك لتقليل اعتماد بيروت على إيران. سيجعل الغاز المصري الاقتصاد اللبناني أقل اعتماداً على واردات الطاقة الإيرانية.
وقد دفع سكان درعا ثمناً غالياً مقابل هذه الصفقة الإقليمية. فلإصلاح خط الأنابيب المتضرر، يتطلب سيطرة دمشق الكاملة والاستقرار في جميع أنحاء المحافظة. لذلك كان لا بد من سحق المعارضة. ومع سيطرة قوات الأمن التابعة لدمشق، سيخشى الكثيرون مزيداً من القمع والمزيد من الاعتقالات في الأشهر المقبلة.
وبالنسبة لحكومة دمشق، كل هذا هو علامة أخرى على أن طريق العودة إلى “المجتمع الدولي” ليس ببعيد. تعمل القوى الإقليمية مثل الإمارات والأردن على تعميق العلاقات. وإذا بدأت الولايات المتحدة في تخفيف عقوباتها، فمن المؤكد أن يتبعها الآخرون.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.