NORTH PULSE NETWORK NPN

بسبب إنهيار الليرة التركية مقابل الدولار… أزمة إقتصادية خانقة يعيشها سكان الشمال السوري

 

إدلب _ نورث بالس

شهدت أسعار صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي انهياراً كبيراً خلال الأيام القليلة الماضية، ما تسبب بحالة معيشية حرجة للكثير من الأسر في مناطق الشمال السوري بسبب غلاء كبير طرأ على معظم السلع الغذائية والتموينية.
ويزيد من معاناتهم دخول فصل الشتاء مع ما يتطلبه من الكثير من الاحتياجات الضرورية للعائلات في الشمال السوري من مواد للتدفئة وألبسة شتوية ومؤونة وغيرها، وقد بات الكثير من المدنيين يشتكون من تداول الليرة التركية في الشمال السوري واعتمادها من قبل الجهات المسؤولة.
“أبو وسام” ( 60 عاماً ) نازح في أحد مخيمات بلدة كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي، يتحدث “لنورث بالس” قائلاَ، أنه ومع قدوم فصل الشتاء بدأت الأسعار ترتفع بشكل كبير جداً، لاسيما أسعار الخبز والخضار والمواد التموينية مثل السمن والسكر والشاي وغيرها، ولا تقف الأسعار لحد معين لمدة يوم واحد، ففي اليوم الواحد ترتفع وتنخفض وذلك بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية.
ويضيف، أن “سعر ربطة الخبز الواحدة بوزن أقل من 400 غرام أصبحت بنحو 2.50 ليرتين ونصف تركية”.
“أبو وسام” لديه أسرة مكونة من ستة أفراد ويحتاج بشكل متوسط لثلاثة ربطات من الخبز يومياً، فضلاً عن ما يقارب 50 ليرة تركية ثمناً للخضار وباقي الاحتياجات دون أن يكون لديه مصدر دخل ثابت، ويستعين على ما توفره بعض المنظمات الإنسانية من دعم إغاثي.
ويعرب عن استياءه من تساهل الجهات المعنية في إدلب بمراقبة حركة الأسواق وضبط الأسعار ومخالفة التجار الذين يستغلون تذبذب الليرة التركية لكسب الأرباح، ولعدم السعي لتحسين الظروف المعيشية لمئات آلاف المدنيين النازحين في المخيمات، كما يأمل أن يعود التداول بالليرة السورية فالتركية هي سبب رئيسي بحسب رأيه بكل ما يحدث من معاناة.
بدورها تتنقل السيدة “إلهام الحسن” من بلدة أرمناز في ريف إدلب الشمالي، يومياً بين عدة محلات لشراء حاجياتها للمنزل للبحث عن الأنسب سعراً، وفي شهادتها “لنورث بالس” تقول، أنها وخلال الآونة الأخيرة وبسبب ارتفاع الأسعار لحد كبير بدأت تقتصر في شراءها على بعض أنواع الخضار الأقل ثمناً وبكمية محدودة لتحضير الطعام لأسرتها المكونة من ثلاثة أطفال.
لافتاً، أن كل صاحب بقالة تسأله عن سبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية يخبرها بأن السبب يعود لعدم استقرار الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، وبسبب غلاء المحروقات التي تتحكم بها شركة “وتد للبترول” التابعة “لهيئة تحرير الشام” ولأسباب أخرى مثل انخفاض كميات الخضار في إدلب بسبب التحكم بالمعابر من قبل “تحرير الشام” .
وتوضح، أن مصروف عائلتها اليومي يصل لنحو 30 ليرة كحد أدنى، وتعاني من تأمين جميع الاحتياجات لاسيما وأن زوجها يعاني من المرض ولا يملك فرصة عمل، وتأمل أن تعمل المنظمات الإنسانية والجهات المعنية على توفير المواد الغذائية للمدنيين بأسعار مناسبة خصوصاً في ظل دخول فصل الشتاء وعدم وجود مصدر دخل لغالبية العائلات.
وتحتاج الأسرة الواحدة مع دخول فصل الشتاء في إدلب لشراء نحو 2 طن من من مواد التدفئة البديلة مثل الحطب أو قشور الفستق أو الفحم بسعر يتراوح ما بين 200 إلى 250 دولار أمريكي، إضافة لشراء الألبسة الشتوية التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير أيضاً لذات السبب وهو انهيار قيمة الليرة التركية، وأصبحت أي قطعة ألبسة يصل سعرها لنحو 60 ليرة تركي بشكل متوسط.
وكما تحضر العائلات السورية المؤونة لفصل الشتاء لتكون بديلاً عن الخضار الطازجة، وهذه كلها تكاليف إضافية تترتب على عاتق العائلات بشكل ضروري جداً مع قدوم فصل الشتاء لكل عام، فزادت معاناتهم لأضعاف مصافعة خلال العام الجاري بسبب الليرة التركية وربطها بأسعار جميع السلع المستهكلة في جميع مناطق إدلب وريفها الواقعة تحت سيطرة”هيئة تحرير الشام” ومناطق ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة فصائل”الجيش الوطني السوري” التابع لتركيا.
يشار بأن سعر تصريف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي وصل في آخر تحديث صباح يوم السبت الموافق 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 لنحو 11.20 ليرة تركية مقابل الدولار الواحد، فيما وصلت أسعار المحروقات بحسب شركة”وتد للبترول” لنحو 9.83 ليرات تركية سعر لتر البنزين، و 9.14 ليرة تركية سعر لتر المازوت.
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.