NORTH PULSE NETWORK NPN

تركيا تحوّل “منازل المدنيين” في جبل الزاوية إلى “قواعد عسكرية”

نورث بالس

ذكرت مصادر مطلعة في إدلب، أن القوات التركية اتخذت منطقة جبل الزاوية كقاعدة عسكرية كبيرة لها، في آخر عام من تدخلها البري في مناطق شمال غرب سوريا.

وأنشأت داخل القرى والبلدات الإستراتيجية بموقعها الجغرافي، مراكزاً أساسية لانطلاق أرتالها ودورياتها المستمرة في المنطقة، فيما استقرت ضمن أراضٍ زراعية ومنازل للمدنيين وحولتها إلى ثكنات عسكرية ضخمة، رغم اعتراض أغلب أصحاب تلك العقارات.

قالت مصادر عسكرية من “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، الخميس 2 ديسمبر/ كانون الأول، إن عدد القواعد التي يتمركز بها الجيش التركي في جبل الزاوية بلغ 16 قاعدة، خمسة منها أساسية تعد مراكزاً لانطلاق تحركاتها العسكرية، ويتواجد بها تجهيزات متعددة وثقيلة.

وأضافت المصادر، أن القواعد 16 توزعت على 33 قرية وبلدة في منطقة الجبل، وتعتبر أهم تلك القواعد ” تل النبي أيوب، وتل الشيخ تمام، وقاعدة بلدة إحسم، وقوقفين وقاعدة بلدة البارة” حيث تأتي أهميتها كونها متمركزة على منطقة جغرافية مطلة بشكل كامل على سهل الغاب بريف حماة الغربي وطريق حلب اللاذقية الدولي المعروف باسم “M4”.

فيما تأتي أهمية القواعد التركية في بلدة البارة وقرية قوقفين؛ كونها على تماس غير مباشر مع القوات الحكومية السورية المسيطرة على منطقة جبل شحشبو بريف حماة الشمالي ومدينة كفرنبل ومعرة النعمان جنوب إدلب.

مصادر محلية أكدت، أن الجيش التركي عمل منذ بداية انتشاره في جبل الزاوية على التمركز في الأراضي الزراعية ومنازل المدنيين التي كانت خالية من السكان، بسبب نزوحهم إلى مناطق أخرى عقب العمليات العسكرية التي شنتها القوات الحكومية السورية وحليفها الروسي أواخر عام 2019.

أحد أصحاب الأراضي الزراعية التي عملت تركيا على إنشاء قاعدة عسكرية بها قال لوسائل إعلام محلية: “إن الجرافات العسكرية التركية أقدمت على اقتلاع أكثر من 400 شجرة مثمرة، وجرف ما يقارب 2000 متر من التراب وتحويله إلى دشم خاصة بالقاعدة.

وأضاف المصدر، بأنه توجه للقاعدة بهدف الطلب منهم أن يتوقفوا عن عمليات الحفر واقتلاع الأشجار، إلا أن طلبه لاقى الرفض، ولم يسمح له بمقابلة الضابط التركي المسؤول عن النقطة من قبل عناصر يتبعون لـ”للجيش الوطني السوري”، فيما برر العناصر أن تمركز الأتراك في الأرض سيكون رادعاً لتقدم القوات الحكومية السورية في الأيام المقبلة.

مصدر آخر من جبل الزاوية، قال حيال اتخاذ الجيش التركي منزله كـ “مقر عسكري”، إن عناصر من الجيش حولوا منزله إلى مقرٍ منذ عام 2019 أثناء نزوحه من قريته بسبب القصف المتكرر عليها.

وأشار إلى أنه بعد 6 أشهر من دخول الجيش التركي، طالبهم منهم كونه سيعود إليه، إلا أن طلبه لاقى الرفض من قبل الأتراك، موضحاً بالقول إن داخل قريتي يوجد أكثر من 12 منزلاً تحت سيطرة “الجيش الوطني” و”الجيش التركي” لم يتم إفراغها حتى الآن.

يذكر أن تركيا بدأت بنشر قواتها البرية في محافظة إدلب، عقب الاتفاق التركي الروسي الذي وقع في السادس من مارس/ آذار العام الماضي، بين الرئيسين رجب طيب أردوغان ونظيره فلاديمير بوتين، والذي نص على وقف العمليات العسكرية بمناطق خفض التصعيد وفتح الطرقات الدولية في المنطقة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.