NORTH PULSE NETWORK NPN

مظلوم عبدي يُحمل أمريكا وروسيا مسؤولية استمرار انتهاكات تركيا وفصائلها

حمّل القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مسؤولية الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها تركيا وفصائلها في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا، على أمريكا وروسيا باعتبارهما الضامنان لاتفاقيات سوتشي واسطنبول مع تركيا، واللذين منحا تركيا الضوء الأخضر في السيطرة على تلك المناطق، مؤكداً أن هناك طريقتين فقط لعودة هذه المناطق “المحتلة” إلى الجغرافية السورية وإعادة المهجرين إلى مناطقهم، وهي إما أن تقوم القوى الدولية المتدخلة في الملف السوري بمسؤولياتها سياسيًّا، أو أن يتم تحرير هذه المناطق من قبل شعوبها، وأحد هذين الطريقين سيحصل.

وجاء حديث مظلوم عبدي في حوار أجراه مع وكالة أنباء هاوار، والتي تطرق فيها إلى العديد من المواضيع السياسية والعسكرية التي تهم مناطق شمال وشرق سوريا، ومن أبرزها مايلي:

احتماليات شن تركيا هجمات جديدة

وعن احتمال هجمات جديدة لتركيا على منطقة شمال وشرق سوريا قال مظلوم عبدي: “في حال سنحت الفرصة للدولة التركية، بدون شك ستبدأ بهجماتها الاحتلالية، ولهذا علينا أن نكون مستعدين من الناحية السياسية، العسكرية، والنضال من أجل الحرية، نحن الآن أقوياء، وهم ضعفاء، الموازين والقوى الدولية والإقليمية لصالحنا، ولهذا ليس بإمكان تركيا التحرك وفق ما تشاء، وفي حال رغبت في شن هذه الهجمات، ستكون عواقبها وخيمة لكل القوى الموجودة هنا”.

وأضاف عبدي :”الدولة التركية ليست صاحبة قوة لتستطيع فعل ما تريد، من الممكن أنهم يحاولون إظهارها على هذا الشكل، ولكن الحقيقة ليست كذلك، فهي تعاني من مشاكل كبيرة في الداخل، وشنها اليوم هذه الهجمات لا يعني أنها قوية، بل على العكس، هي ناجمة عن ضعفها، فالدولة التركية ليس بوسعها فعل ما يروق لها في هذه المنطقة، لأن موازين المنطقة لا تسمح بهذا من جهة، ومن جهة أخرى تحضيراتنا الدبلوماسية والعسكرية والسياسية، لا تسمح لها بهذا أيضًا، وفي حال طُرح سؤال هل ستشن الدولة التركية من جديد الهجمات على المنطقة؟، فهي ستحاول شن الهجمات إذا سنحت لها الفرصة، ولكن ليس بهذه السهولة.

خروقات وانتهاكات تركيا وفصائلها سببها عدم جدية أمريكا وروسيا

وحول استمرارخروقات وانتهاكات تركيا وفصائلها في شمال شرق سوريا، قال عبدي :”الحقيقة أن أمريكا وروسيا لم تقوما بمسؤولياتهما حيال اتفاقي سوتشي واسطنبول، ونحن نقول هذا دائمًا، وننتقد هذه المواقف، الدولة التركية لا تنفذ وعودها وبنود الاتفاقات دائمًا، ومواقف الدولتين تبقى فقط في نطاق المقترحات، ولكن في الحقيقة على تلك الدول إبداء مواقف قوية وجدية، وأن تتوج هذه المواقف إلى أعمال، لأن الدولة التركية تستهدف المدنيين والسياسيين في المنطقة، والمؤسسات الدولية وثقت هذه الممارسات، ولأنه ليس هناك مواقف جدية ضد الدولة التركية، تستمر هي ومرتزقتها في هجماتهم، وكمثال على ذلك، وبسبب عدم إبداء موقف جدي، أقدمت الدولة التركية ومرتزقتها على قطع المياه عن مدينة الحسكة التي تأوي مليون نسمة، في ظل تفشي فيروس كورونا، ومع هذا بقي الموقف الدولي حيال ممارسات الدولة التركية هذه في نطاق المقترحات فقط، كان يجب أن يكون هناك موقف جدي وقاسٍ، يجب أن يتم تخويف الدولة التركية كي لا تقوم بمثل هذه الجرائم مرة أخرى”.

بعد هجماتها الأخيرة على سري كانية وكري سبي تركيا باتت أضعف

وحول الأسباب التي قد تمنع تركيا من شن هجمات جديدة على شمال وشرق سوريا قال عبدي :”بعد عام من احتلال سري كانيه وكري سبي/تل أبيض، أصبحت الدولة التركية أضعف بكثير، فهي ضعيفة في سياساتها الخارجية، كما أن الشعب السوري لا يقبلها كما كان في السابق، لأن الكل التمس الكوارث التي تحدث في المنطقة مع كل هجمة تشنها الدولة التركية، والشعب السوري بات على دراية تامة بالأضرار التي تلحق به مع كل هجوم تشنه الدولة التركية، ووفق ذلك فالقوة الهجومية للدولة التركية ضعفت، وليست كالسابق، بالتأكيد الدولة التركية سترغب في شن هجوم جديد على المنطقة، ولكن هذا لن يكون سهلاً”.

وأردف قائلاً :”قبل احتلال سريه كانيه وكري سبي، لم تكن هناك اتفاقات دولية، ولكن الآن هناك اتفاقات، ولذلك فإن قوات التحالف الدولي وكذلك القوات الروسية في المنطقة لديها مسؤوليات بحكم هذه الاتفاقات، وعليهم تحقيق هذه المسؤوليات، وبدون شك فإننا من الناحية العسكرية وكذلك كإدارة ذاتية أصبحنا أقوى من ذي قبل، إن الدعم الذي تقدمه شعوب العالم والقوى الدولية اليوم لنا هو أكبر بكثير من السابق، فشعوب العالم وكذلك القوى الدولية وأيضًا أصدقاؤنا الذين نملك علاقات معهم، باتوا يعلمون أكثر من السابق أن قضيتنا محقة وعادلة، وكذلك رأوا أن الهجمات ستجلب معها الكوارث، لذلك نحن بتنا أقوى وهم أضعف، وهذا يقلل من فرص شن الهجمات.

والأهم من ذلك، فإننا في قوات سوريا الديمقراطية وفي الإدارة الذاتية وشعوب شمال وشرق سوريا، إذا قمنا بمسؤولياتنا بشكل أفضل ونظمنا أنفسنا، حينها لن تكون هجمات الدولة التركية علينا بهذه البساطة”

هناك طريقتان لإعادة المناطق التي تسيطر عليها تركيا

وحول الطرق والأساليب التي من خلالها يمكن إعادة المناطق التي دخلتها تركيا وإعادة المهجرين إلى ديارهم قال مظلوم عبدي :”حل هذا الوضع يحصل بطريقتين، إما أن تقوم القوى الدولية المتدخلة في الملف السوري بمسؤولياتها، وأن تسمح بعودة هذه المناطق المحتلة إلى الجغرافية السورية وإعادة المهجرين إلى مناطقهم وحل مشاكل المنطقة سياسيًّا، أو أن يتم تحرير هذه المناطق من قبل شعوبها، وأحد هذين الطريقين سيحصل.

ونحن في قوات سوريا الديمقراطية سنستمر بعملنا في كلا الطريقين، نحن نحاول مع القوى الدولية التي نعمل معها، على إيجاد طريق لإخراج المحتل من المناطق المحتلة وإعادة الشعب المهجر إلى دياره”.

تطورات الوحدة الكردية

وحول مبادرة مباحثات الوحدة الكردية في سوريا قال مظلوم عبدي :”نحن في قوات سوريا الديمقراطية ضامنين للقاءات بين الطرفين، ونحن على تواصل مع أمريكا أيضًا بهذا الخصوص، اللقاءات التي تتم بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي إلى الآن تستمر بإيجابية، والطرفان اتفقا من الناحية السياسية، آراء الجانبين متطابقة فيما يخص السياسات التي تنتهج في المناطق المحتلة، وهذا يوضح أن الوضع إيجابي، وأكدوا عدم قبولهم لهجمات الدولة التركية وممارساتها في عفرين، سري كانيه، وكري سبي/تل أبيض.

كما أن الطرفين أكدا بأن المناطق التي احتلتها الدولة التركية هي مناطق محتلة، واتفقا على تحرير تلك المناطق وأن تعود كجزء من سوريا، ونحن على يقين بأن هذه اللقاءات ستنجح، وأن يكون لها نتائج مهمة، وهذه النتائج سيكون لها تأثير جيد لتحرير المناطق المحتلة، فيجب أن يكون موقف الكرد حيال هذا الموضوع موحدًا، كما سيكون لها تأثير كبير على القوى الدولية أيضًا”.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.