NORTH PULSE NETWORK NPN

أمراء “جبهة النصرة” يدرسون في جامعة لبنانية خاصّة بتركيا

نورث بالس

لم يكن قيام “جامعة الإمام الأوزاعي” اللبنانية الخاصة – فرع تركيا بنشر نتائج امتحانات العام الدراسي 2021-2022 ليحدث أي أثر غير عاديّ لولا أن الجداول المنشورة احتوت على اسماء بعض أمراء وقيادات “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) الأمر الذي اثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي نظراً للتكلفة العالية للدراسة في هذه الجامعة، وكذلك لأنه من المفترض أن تركيا تصنف “هيئة تحرير الشام” على قائمة الإرهاب لديها.

وجامعة الأوزاعي هي جامعة لبنانية خاصة فتحت فروعاً لها في عدد من الدول، منها تركيا، وهي جامعة معترف بها في لبنان وفي عدد من البلدان الأوروبية، وعلى غرار معظم الجامعات الدينية تمنح درجة الإجازة في الدراسات الإسلامية والماجستير والدكتوراه.

وضمن جداول النتائج التي نشرتها الجامعة على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وردت اسماء كل من الشرعي العام في “هيئة تحرير الشام” وعضو “مجلس الشورى” فيها، عبد الرحيم محمد عطون، الملقب بـ “أبو عبد الله الشامي”، واسم الداعية السعودي مصلح محمد العلياني الذي عاد إلى أحضان “هيئة تحرير الشام” بعدما استقال منها برفقة الداعية السعودي عبدالله المحيسني عام 2017.

وبينما لم تظهر نتائج امتحانات عطون والعلياني، ورد اسم القيادي مظهر عبد الرحمن الويس”، المعروف بـ “أبو عبد الرحمن”، متفوقاً بعلامات مواد القرآن والحديث والعقيدة وفقه العبادات واللغة العربية والتاريخ، وفق نتائج الدراسات العليا للدورة الاستكمالية والأبحاث في الجامعة اللبنانية الخاصة.

ويعتبر الويس الأمير الشرعي للجناح العسكري في “هيئة تحرير الشام”، وهو من القيادات المؤثرة التي تشكل الدائرة الضيقة المحيطة بأبي محمد الجولاني القائد العام للهيئة، إلى جانب كل من ابي أحمد زكور وأبي ماريا القحطاني وحازم المشهداني وغيرهم.

ونظراً للأوضاع المعيشية المزرية التي تخيم على شمال غرب سوريا، وتحديداً محافظة إدلب وبعض أرياف حلب واللاذقية وحماة، حيث تفرض هيئة تحرير الشام سيطرتها الكاملة وتعمل تحت ستار حكومة الانقاذ المدنية، فقد أثار حضور أسماء هؤلاء الأمراء بين طلاب جامعة خاصة ردود أفعال متباينة من قبل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما في ظل الرسوم المرتفعة التي تتطلبها الدراسة في جامعة الأوزاعي الخاصة.

وتقدر تكلفة الانتساب إلى الجامعة بأكثر من 1600 دولار أميركي حسب رسوم الدراسة والامتحان التي يتم تحديدها من قبل مجلس الأمناء سنوياً، كما أوردها موقع “جامعة الإمام الأوزاعي الإسلامية”، التي تُعنى بالدراسات الإسلامية في المقام الأول، وتدفع رسوم الطلبة من خارج لبنان بالدولار الأميركي في حساب في بنك لبنان والخليج.

وطرحت تساؤلات كثيرة حول الملاءة المالية لأمراء “هيئة تحرير الشام” التي تمكنهم من الدراسة في جامعات الخارج ودفع الرسوم المطلوبة بالدولار الأميركي، بينما يعجر أبناء الشمال السوري في ظل هيمنة الهيئة من متابعة دراستهم في المدارس والجامعات المحلية.

كما تساءل كثر عن مدى أهلية الجامعات والكليات التي تزعم حكومة الانقاذ التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، إنشاءها في مدن الشمال السوري، وبعضها جامعات وكليات مختصة – حسب الزعم- بتدريس الشريعة الإسلامية، في حين يفضل أمراء الهيئة الحصول على شهاداتهم من جامعات أجنبية.

وإذا كان من شأن المفارقات السابقة أن تجد صداها في الأروقة الداخلية لـ”هيئة تحرير الشام”، فإن ثمة ابعاداً سياسية وقانونية يمكن أن ترتد على السياسة التركية ودورها في إدارة المشهد السوري.

فقد صنفت تركيا “هيئة تحرير الشام” على قائمة المنظمات الارهابية عام 2018، وذلك بموجب مرسوم رئاسي يحمل توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وجاء التصنيف التركي بعد ضغوط كثيرة مارستها روسيا على تركيا من أجل إيجاد حل للتنظيمات الارهابية في الشمال السوري، غير أن الخطوة التركية لم تؤثر كثيراً على طبيعة العلاقة بين أنقرة و” تحرير الشام”، حيث ظل التنسيق سيد الموقف بين الطرفين، بل يمكن القول إن التنسيق بين الجانبين وصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ صدور المرسوم التركي.

ويأتي الكشف عن وجود أمراء الهيئة بين طلاب جامعة خاصة تعمل على الأراضي التركية ليطرح مزيداً من التساؤلات حول جدية المرسوم الذي أصدره الرئيس التركي وما إذا كان بالفعل يتوخى التضييق على الهيئة أم أنه كان مجرد فقاعة إعلامية لامتصاص الضغوط الروسية من دون أن يكون له أي تأثير على الأرض.

وصنف مجلس الأمن الدولي، “جبهة النصرة” على قائمة الاهاب العالمية في العام 2017، الأمر الذي وضع الجبهة وقياداتها ضمن القواعد التي تحكم طريقة التعامل مع تنظيمات وقيادات ارهابية.

 

المصدر: جريدة النهار

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.