NORTH PULSE NETWORK NPN

وكالة تسلط الضوء على معاناة أهالي أحياء حلب المحاصرة منذ 4 أشهر

نورث بالس

سلط تقرير لوكالة “هاوار” الضوء على معاناة أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية ​​​​​​​بعد أكثر من 4 من حصار حكومة دمشق ومنع إدخال المواد الأولية والمحروقات والأدوية.

وتقرير الوكالة كالآتي:

“​​​​​​​يواجه حيّا الشيخ مقصود والأشرفية حصاراً جائراً وخانقاً، استهدف في المرتبة الأولى، المحروقات إلى جانب الأدوية والطحين والمواد الأساسية الأخرى؛ ما أثّر على جميع جوانب الحياة، وتسبب بوفاة طفلين.

أثّر الحصار المفروض على حيّي الشيخ مقصود والأشرفية منذ نحو 5 أعوام على كافة جوانب الحياة فيهما، وخاصة بعد اشتداده منذ شهر آب للعام الفائت؛ وأدى إلى حالتي وفاة بين الأطفال.

 

الإنسانية مهددة

من الناحية الإنسانية، فقد طفلان حياتهما حتى الآن؛ وسام سيدو (4 أعوام) والرضيع حسين كيبار (17 يوماً) نتيجة البرد القارس، بالإضافة إلى مكوث الأطفال في مشفى الشهيد خالد فجر- الذي يفتقد للعديد من أنواع الأدوية بفعل الحصار- ويتلقون العلاج فيه وفق الإمكانات المتاحة.

وللتخفيف من وطأة الحصار على المرضى، فإن المشفى يستهلك مخزونه الاحتياطي من الأدوية وحليب الأطفال، حسب إداريين في المشفى.

ويراجع المشفى يومياً، مئات المرضى؛ بقصد العلاج، أغلبهم من المصابين بالأمراض التنفسية التي ارتفعت نسبتها في الفترة الأخيرة لتصل إلى (40) مريضاً يومياً، والأمراض الشائعة هي التهاب القصبات والربو والتحسس؛ نظراً لعدم وجود وسائل ملائمة للتدفئة.

ولتزويد المشفى بالكهرباء، يتم تأمين المحروقات عن طريق التجار وبمبالغ طائلة، بعد نفاد مخزونهم من المحروقات للاستمرار في خدمة الأهالي.

وتمنع “الفرقة الرابعة” العديد من المنظمات التي وعدت قبل الحصار بدعم فئة المعاقين، ومنها منظمة “كوبي” من الدخول إلى الحيّين، حتى أنها منعت الشحنات الإغاثية التابعة للهلال الأحمر السوري لتوزيعها في مواعيدها.

 

كفاح ضد البرد

شتاء حيّي الشيخ مقصود والأشرفية ومقاطعة الشهباء، معروف بانخفاض درجات الحرارة فيه؛ لتكون دون الصفر في بعض الأحيان، ومع فقدان المحروقات للتدفئة، فإن حياة مئات الآلاف تصبح في دائرة الخطر وخاصة الأطفال والمسنين؛ لنقص مناعة أجسادهم ضد الأمراض.

أغلب الأسر تكافح بكل ما تملك؛ للحفاظ على صحتها وصحة أبنائها من البرد في أغلب الأحيان، لانعدام مواد التدفئة من جهة وانعدام الأدوية من جهة أخرى.

ولمواجهة الحصار والبرد، يلجأ الأهالي إلى تكسير أثاث منازلهم، من طاولات خشبية وكراسي وكل شيء يعتبر من “المكملات”؛ لوضعه في المدافئ وإشعاله، إلى جانب جمع مخلفات سابقة لمنشآت صناعة الألبسة الجاهزة من قماش وبلاستيك وغيره؛ بغية حرقه.

وعلى الرغم من الآثار الصحية الكارثية؛ لحرق هذه المواد التي تدخل في صناعتها المواد الكيماوية، إلا أن الخوف من الموت برداً يجبر الأهالي على تجرع المرّ تفادياً للأمرّ.

لقد اضطر الأهالي للجوء إلى هذه الطرق البدائية؛ بسبب صعوبة تأمين المحروقات، وفي حال تأمينها تكون أسعارها مرتفعة جداً تفوق طاقة المواطن العادي.

هذا إلى جانب انتظار شروق الشمس في بعض أيام الشتاء؛ طمعاً بقليل من الدفء، أو تكون البطانيات واللحف حاضرة وملازمة لكل أفراد البيت.

 

حصار يعطّل عجلة الاقتصاد

أما من الناحية الاقتصادية، توقف أكثر من 1200 ورشة لصناعة الألبسة الجاهزة بمختلف فروعها؛ بسبب ارتفاع أسعار الديزل والذي وصل سعر البرميل منه إلى نحو المليونين و300 ألف ليرة، إن وُجد.

كما أن أكثر من (40) معملاً لصناعة البطاريات، والتي تتخذ من منطقة شقيف مركزاً لها، قد توقفت عن العمل في وقت كانت فيه تشرف على جزء كبير من الطلبات الداخلية لمختلف المناطق السورية.

والأكثر تضرراً من هذه الوضع؛ العمال الذي يعملون لتأمين قوت يومهم.

 

الخدمات مؤجلة حتى إشعار آخر

تعمل العديد من المؤسسات المدنية على توعية الشعب، وخاصة الكومينات التي تعمل على تنظيم طرق توزيع الخبز بالتساوي على جميع الأهالي، إلى جانب تسيير أمورهم، باستثناء الأمور الخدمية.

فقد أدى نقص المحروقات إلى اتخاذ بلدية الشعب لحيّي الشيخ مقصود والاشرفية قراراً بتوقف كافة المشاريع والآليات عن العمل؛ لتوفير ما أمكن من المحروقات لضمان استمرارية عمل شاحنات جمع النفايات؛ تفادياً للعديد من المشاكل البيئية والصحية التي سيخلّفها موضوع تراكم النفايات.

وعلى الرغم من كل هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهالي الحيّين، إلا أنهم يؤكدون أنهم مروا بظروف أصعب وأيام “أحلك” من هذه الأيام؛ إبان هجمات مرتزقة جيش الاحتلال التركي على الحيّين، والتي قوبلت بمقاومة منقطعة النظير جسّد فيها أبناء حي الشيخ مقصود حرب الشعب الثورية على أرض الواقع.”

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.