نورث بالس
منذ أن تحالف الرئيس السوري السابق حافظ الأسد مع إيران الجمهورية وإيران تعمل على ترسيخ نفوذها في هذا البلد الذي ابتعد كثيرا عن محيطه العربي. وفي السنوات العشر الأخيرة استغلت إيران ما جرى في سوريا لتساعد النظام على البقاء مقابل أهداف بدأت تتكشف وكانت الفرصة الذهبية لإيران لكي تزحف بنفوذها هناك. وقد سبق أن بذلت إيران جهودا كبيرة وأنفقت أموالا طائلة لمساعدة الرئيس السوري الحالي بشار الأسد على البقاء في السلطة ودفعت حزب الله لإرسال ميليشياته لدعم قوات الرئيس بشار الأسد كما أرسلت هي المئات من المقاتلين من فيلق القدس.
وفي سياسة تهدف لغسل العقول والحفاظ على الدعم المعنوي والترحيب السكاني باحتلالها المناطق في سوريا لجأت إيران مؤخراً لإطلاق مشروع يهدف لفتح مدرسة داخل مناطق سيطرتها في جميع أنحاء سوريا لتعليم المذهب الشيعي للأطفال من الفئة المتوسطة، بأوامر من المرجعية الشيعية التابعة لميليشيا الملالي وخامنئي في إيران.
هذا وقد اخترقت المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، محاولة استدراج الشباب واليافعين والعمل على كسب ولائهم، وللترويج للمشروع الإيراني. وافتتحت بذلك أكثر من 40 مدرسة شيعية خاصة ومراكز ثقافية تعلّم اللغة الفارسية، تتركز أساساً في العاصمة السورية دشق.
والجدير ذكره أن الميليشيات الشيعية أنشأت عشرات المدارس الشرعية المرخصة في مدن متفرقة تقع تحت سيطرة النظام، خصوصاً بمدينة طرطوس واللاذقية، وعيّنت منحاً ومكافآت مالية للطلاب، مستغلة تردِّي الأوضاع الاقتصادية السورية، للضغط على الأهالي واستدراجهم لقَبول إرسالهم إلى هذه المدارس، وبالتالي تنجح في ترويج ثقافتها ومذهبها العقدي. كما افتتحت عديداً من الجامعات والكليات الإيرانية لاستقطاب الشباب.
ورصد ناشطون وإعلاميون في هذا الإطار، خلال السنوات الأخيرة، عديداً من مظاهر التشيع في مختلف المحافظات والمناطق السورية، الواقعة تحت سيطرة النظام. كما، شهدت مدينة البوكمال في الفترة الأخيرة دخول العديد من الحافلات الإيرانية القادمة من العراق عبر المعبر الحدودي، حيث أن 8 حافلات إيرانية دخلت على معبر السكة الحديد، تحملا من يسمون “حجاج العتبات المقدسة” في مدينة السيدة زينب بالعاصمة دمشق.
يشار إلى أن معظم الوافدين عبر الأراضي العراقية بحجة “حجاج العتبات المقدسة” هم أعضاء في المليشيات الإيرانية، وبحسب وسائل الإعلام تم دخول أكثر من ثلاثة آلاف حاج شيعي خلال اليومين الماضيين عبر معبر البوكمال، إحياء لذكرى وفاة السيدة زينب بريف دمشق، وأوضحت المصادر نفسها أن المعبر لا يزال مزدحما بمئات الحافلات التي تقل آلاف الشيعة الذين ينتظرون دورهم لدخول الأراضي السورية، وسط حالة تأهب كبيرة للمليشيات الإيرانية.
الكاتب : محسن المصري
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.