نورث بالس
في سياق الوضع السوري وسلسلة الاجتماعات التي عقدت مع مسؤولي حكومة دمشق مؤخراً أشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها إلى أن سلسلة الزيارات في الأشهر الأخيرة تدل على أن عزلة الأسد الإقليمية التي استمرت 12 عاماً قد “تقترب من نهايتها”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين إن الجدل مما إذا كانت إعادة تأهيل الأسد، سيتعبها تنازلات من دمشق. قال جوزيف ضاهر، الخبير السوري في معهد الجامعة الأوروبية في إيطاليا، إن: “التطبيع مع الأسد يبدو حتمياً على نحو متزايد”.
وقال: “قد تكون هناك بعض الاختلافات بين الدول العربية، لكن هذه الاختلافات أخذت تتضاءل بشكل كبير، بينما تنامت مصلحتها المشتركة في ترسيخ شكل من أشكال الاستقرار الاستبدادي الإقليمي”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأسد شعر بالثقة مؤخراً، وبأنه لم يبد أي اهتمام بالتسوية، وخاصة بعد الاجتماعات الأخيرة لوزراء الخارجية العرب.
إلا أن الصحيفة نقلت عن أحد الدبلوماسيين إن: “مثل هذه المفاوضات ستختبر ما إذا كان الأسد جاداً أم لا بشأن العودة إلى الحاضنة الدبلوماسية العربية”.
وعما إذا قد مهدت المصالحة السعودية الإيرانية، بالانفتاح العربي صوب دمشق قال أحد كبار المسؤولين السعوديين إنه في حين إعادة إشراك سوريا لم يكن “شرطاً”، فإن: “أحدهما له تأثير على الآخر”، مضيفاً: “لا أعتقد أننا كنا سنصل إلى سوريا لو لم نتواصل مع إيران”.
وأوضحت الصحيفة بأن، حتى الرياض، التي قادت المبادرات الدبلوماسية الأخيرة لدمشق، لم تلتزم بعد بالتطبيع الكامل مع الأسد دون بعض التحرك من الجانب السوري، وبأنه، بحسب مسؤول سعودي، النقاش مع الأخير لا يعني ذلك (إعادة التطبيع)، لكنه قال للصحيفة: “بدون قناة نقاش مع سوريا لا يمكننا التفاوض بشأن ما نريد”.
وقال دبلوماسي عربي آخر أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية “يجب أن تكون نتيجة جهد”. بعد اجتماع الرياض لوزراء الخارجية، قال الدبلوماسي إن لجنة من مسؤولين رفيعي المستوى من السعودية والأردن ومصر والعراق اجتمعت للعمل على الخطوات التالية.
وقال الدبلوماسي العربي: “لقد توصلنا إلى إجماع حول القضايا التي يجب التركيز عليها، بما في ذلك المخدرات والقضايا الإنسانية واللاجئين. هذه قضايا نريد من النظام أن ينجزها”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.