رغم إظهاره النـ.ـوايا.. لا يزال الشـ.ـرع غير قـ.ـادر على التحول إلى رئيس لكل السوريين
على الرغم من محاولات رئيس سلطة دمشق “احمد الشرع” الظهور بمظاهر جديدة تناقض ماضيه المتشدد من خلال ركوب الخيل ولعب كرة السلة واستقبال المدنيين وتقديم الوعود بحل أزمات البلاد والاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية واستمرار الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية والنأي بالنفس عن المجازر والانتهاكات التي تعرض لها العلويون والدروز، لا يزال الشرع غير قادر على التحول إلى رئيس لكل السوريين لعدة عوامل يشكل الشرع محوراً لبعضها، ووفقاً لشهود عاصروا الأزمة السورية برزت في سياق هذه الأزمة الكثير من القوى السياسية الوطنية السورية التي حمت مجتمعاتها من استبداد النظام البعثي وتأمين الحماية لعض الخدمات لها في الوقت الذي كان فيه قوات الشرع (جبهةوالنصرة ولاحقاً هيئة تحرير الشام)محاصرة في الغوطة ولاحقاً في محافظة إدلب، وكان يعرف بين السوريين كقائد تنظيم إسلامي مناهض للنظام ويرغب بإقامة دولته الخاصة في بلاد الشام. وبعد سقوط النظام البعثي وسيطرة “هيئة تحرير الشام” على السلطة في دمشق أدرك الشرع هذه الحقيقة وقام بترجمة استجابته لهذا الأمر باتخاذ سلسلة من الخطوات السياسية للاستفراد بالحكم وفرض حكومته كسلطة أمر واقع، وإلزام السوريين تقبلها أو راهن على الأقل على تقبلها مع مرور الزمن إلا أن الأوضاع لم تتجه كما يريدها النظام الجديد، حيث شاركت قوات اندمجت حديثاً إلى قواته بمهاجمة المكونات السورية من الكرد والدروز والعلويين والشيعة والعلمانيين العرب، وارتكاب مجازر وانتهاكات بحقهم، حيث وثقت المنظمات الحقوقية العشرات من الحالات، فمثلاً وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت الفائت مقتل 122 شخصاً في عمليات اغتيال وتصفية في ريف حماة منذ مطلع العام 2025م دون أن تتمكن قوات السلطة من فرض الأمن أو لم ترغب في الاساس بتحقيق ذلك.
ويرى مختصون في الشأن السوري أن يتعين على رئيس سلطة دمشق القيام بخطوات لبناء الثقة مع المكونات السورية بدلاً من إقصائهم، حتى يتمكن من التحول إلى رئيس لكل السوريين، في السياق قال مدير مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض “سيباستيان جوركا” رداً على سؤال لموقع “الشرق” الأخباري حول رأيه في أحمد الشرع، عبّر جوركا عن عدم ثقته به وقال: “لم ارى زعيماً جهادياً يصبح ديمقراطياً عندما يفوز لم يحدث ذلك ابداً منذ أن قام مصطفى كمال أتاتورك بحل الخلافة العثمانية عام 1924 وتم انشاء الإخوان المسلمين بعد ذلك بأربع سنوات ..” وتابع جوركا “لا أصدق ان الجولاني الذي يسيطر على دمشق أصبح فجأة سياسياً عادياً يحب الأقليات ولن يذبح العلويين ولن يقتل المسيحيين واليهود..” وأضاف “أنا سعيد بسقوط النظام، وسعيد بما يفعله الكرد في الشمال ..”، وبخصوص سؤال حول مدى التغير الذي أبداه أحمد الشرع منذ توليه السلطة قال جوركا: “المؤشر الجيد بالنسبة فيما إذا الجولاني قد تغير.. لو تم ضم زعيم كردي مشهور في الحكومة في مجلس الوزراء أو تم تعيين درزي بارز وزيراً للتعليم أو وزيراً للثقافة .. إذا كان هناك انعكاس للمجتمعات السورية المختلفة في الحكومة في دمشق في الوظائف الحقيقية ربما تغير الجولاني، لكنني لا أرى ذلك، أرى العكس، أرى المقاتلين الأجانب من خارج سوريا يحصلون على مناصب رفيعة جداً في الحكومة السورية ويتم منحهم جوازات سفر سورية…”.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في لقاء اعلامي السبت، أنه لم يعد خافياً أن الشرع تدرب على يد جهات غربية في حملات العلاقات العامة، وكيفية التحدث، والانفتاح، والتغيير الفكري. لكن في نهاية المطاف، نريد أن نرى الأفعال”. وأوضح أن “الواقع أنه ليس رئيساً لكل السوريين، هو قد يأمل بذلك، لكن هل المجموعات المحيطة به تريد ذلك؟ أم أنها تسعى لأن يكون رئيساً لقسم من السنة السوريين؟”، وأكد أنه وثّق في الساحل نحو 62 مجـ.ـزرة في أيام السابع والثامن والتاسع من آذار الفائت. ومن الطائفة الدرزية وحدها، قُـ.ـتـل أكثر من 120 شخصاً في الأيام الماضية. كما أن الحوادث الفردية، بعيداً عن الـمـجـ.ـازر، أودت بـحياة نحو 650 من أبناء الطائفة العلوية، وتم قتلهم على أساس طائفي. ولفت عبدالرحمن إلى أنه بالنسبة للإخوان المسلمين فإن “الواقع مايحدث اليوم يفرض الواقع لهم على المدى المتوسط. فهم يعرفون كيف يعملون، وليس من الضروري أن يتصدروا الواجهة الإعلامية، بل يضعون شخصيات مقربة منهم في مواقع القيادة، ثم يحكمون من وراء الكواليس. وإن سيطروا على الحكم، فقد يستمر ذلك لعقود…”
ويؤكد مراقبون استنـ.ـاداً إلى التجـ.ـارب العـ.ـالمية أن هناك 3 مرتكزات للشرعية وهي: تأمين الأمن والحماية ومشاركة المجتمع في الحكم، وهي أمور لم تنفذ بعد ويرجح أنه تم استبعادها في سياق جهود الاستفراد بالحكم، وبالتالي لا يمكن للشرع أن يكون رئيساً لكل السوريين ما لم يضمن تلك المرتكزات…
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.