محاولات لإثـ.ـارة الفتـ.ـنة المجتمعية في الجنوب السوري وتقويض الاستقرار فيه
تصاعدت في الآونة الأخيرة حالة التدهـ.ـور الأمني في الجنوب السوري، حيث لا تزال معدلات الاغتيال محافظة على وتيرها في محافظة درعا، بينما تستمر عمليات إطلاق القذائف على القرى الدرزية وتخريب شبكات الكهرباء في درعا والتي تزود محافظة السويداء بالكهرباء، يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال أهالي السويداء في حالة الصدمة بعد فقدانهم العشرات من أبنائهم في الكمين الذي نصيه مسلحون متشددون من ريف درعا لرتل من القوات الدرزية التي اتجهت إلى ريف دمشق لمؤازرة أهاليهم في بلدة “أشرفية صحنايا”. بينما لا تزال سلطة دمشق تستغل حالة التوتر الأمني لفرض سيطرتها على المنطقة والسعي لتجريد أهالي السويداء من سلاحهم عبر دمجهم في قواتها العسكرية تحت ضغط تهديد الجماعات السُنية المتشددة على غرار مافعلته باللواء الثامن في درعا. في الوقت الذي. تنشط الكثير من القوى في الجنوب السوري من القوات الاسرائيلية وفلول النظام وخلايا داعـ.ـش وجماعة الإخوان المسلمين التي بدأت تبرز تدريجياً مع حملة المساعدات التي تقدمها “هيئة الإغاثة التركية” لعوائل محددة في درعا وعودة العشرات ممن كانوا مرتزقة لدى تركيا إلى مناطقهم الأصلية في المحافظة.
وانفجر لغم أرضي بمجموعة مؤلفة من 6 أشخاص، الأربعاء، داخل مطار الثعلة العسكري، وهو ثكنة مهجورة في الريف الغربي لمحافظة السويداء، والمعلومات الأولية تتحدث عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين آخرين بجروح. ونقلت صفحة “السويداء24” عن مصادر مطلعة إن “المجموعة تسللت إلى المطار الذي يعتبر على خطوط التماس في الريف الغربي للسويداء، في وقت متأخر من الليل لغرض مجهول” رجحت أنها كانت تستعد لإطلاق قذائف هاون باتجاه السويداء. وأوضحت أن الانفجار أسفر عن مقتل 4 اشخاص من المجموعة وجميعهم ينحكرون من عشائر البدو (السُنية) بينما أصيب آخران وتم نقلهم إلى مشافي درعا. وأكدت المصادر على أن المنطقة التي حصل فيها الانفجار تعد نقطة توتر منذ اسبوعين، حيث شهدت اشتباكات وإطلاق قذائف هاون باتجاه ريف السويداء الغربي.
وتكررت في الاسبوع الماضي محاولات استهداف الأحياء السكنية في مدينة السويداء وريفها الغربي بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية، من قبل عصابات مسلحة أسفرت حتى الآن عن خسائر مادية، وقالت وسائل اعلام من درعا والسويداء، أن المجموعة التي اطلقت القذائف باتجاه السويداء السبت الماضي، كانت تتمركز قرب قرية “جبيب” بريف درعا الشرقي، ومن الواضح أنها تسللت إلى المنطقة ونفذت عملية القصف قبل أن تنسحب منها. وعادة ما ترد الفصائل المحلية المرابطة على أطراف السويداء باستهداف مصادر النيران بالرشاشات الثقيلة وفقاً لصفحة “السويداء24”
وفي سياق، متصل عانت محاقظة السويداء خلال الاسابيع الماضية من تكرار انقطاع التيار الكهربائي وخطوط الاتصالات نتيجة التعديات والسرقات التي تعرضت لها الأسلاك والأبراج المارة في ريف درعا من قبل جهات تصفها السلطة المحلية بـ “عصابات خارجة عن القانون”، حيث لاتزال سلطة دمشق عاجزة عن فعل شيء لترسيخ الاستقرار في المنطقة.
ويرى مراقبون أن المجموعات التي تقف خلف هذه الأعمال تهدف إلى إيقاع خسائر مادية وبشرية كبيرة بين المدنيين بهدف “إثارة الفتنة المجتمعية” في الجنوب السوري، من خلال استـ.ـهداف المناطق السكـ.ـنية بشكل عشـ.ـوائي، وزيادة وتيرة عمليات التحريض الطائفي على وسائل الاعلام، الأمر الذي دفع بالدروز إلى التمسك بسلاحهم وزيادة تنظيمهم العسكري والسياسي…
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.