NORTH PULSE NETWORK NPN

مـ.ـقاومة سـ.ـد تشـ.ـرين لم تـ.ـكن استـ.ـجابة عسـ.ـكرية أو سـ.ـياسية بل كاـ.ـنت تعـ.ـبيراً عـ.ـفوياً عن الإرادة الجمـ.ـاعية لشعب يرفـ.ـض الاحـ.ـتلال

دفع شعب شمال وشرق سوريا ثمناً باهظاً في معركة سد تشرين، حيث ارتقى العشرات من أبنائه شهداء، بينهم صحفيون كانوا يوثقون الحقيقة ويكشفون للعالم ما يجري على الأرض. هؤلاء الشهداء بدمائهم الزكية رووا أرض المقاومة، وأعطوا للأجيال القادمة دروساً في التضحية والفداء بينما واصلت المنطقة  السير على درب الشهداء والمناضلين السابقين، مستلهمة منهم قيم الصدق والإخلاص والتفاني حيث كانت الروح الشعبية هي المحرك الأساسي لهذه المقاومة الباسلة التي  لم تكن مجرد استجابة عسكرية أو سياسية، بل كانت تعبيراً عفوياً عن الإرادة الجماعية لشعب يرفض الظلم والاحتلال، هذه الروح تجلّت في مشاهد الفرح وسط الألم، في حلقات الدبكة التي كانت تُقام تحت أزيز الرصاص، وفي الأغاني والموسيقى التي كانت تصدح رغم أصوات القصف.

في خضم المعركة، قدّمت مناطق شمال وشرق سوريا نموذجاً فريداً للتعايش والوحدة، الكردي والعربي والسرياني، المسلم والمسيحي، جميعهم وقفوا صفاً واحداً دفاعاً عن أرضهم وكرامتهم، هذا النموذج في التعايش والإدارة الذاتية شكل تحدياً حقيقياً لمشاريع التطرف والتقسيم التي تستهدف المنطقة

لقد نجح شعب شمال وشرق سوريا في لفت أنظار العالم إلى قضيتهم العادلة، وفي كشف زيف الادعاءات التي تحاول تشويه نضالهم المشروع. بصمودهم البطولي، استطاعوا تحويل سد تشرين من نقطة مستهدفة إلى منارة للحرية والكرامة.

وستبقى قصص نساء تشرين وتضحياتهن تُروى للأجيال القادمة كنموذج للبطولة والتفاني، ودليلاً على أن المرأة في هذه المنطقة ليست مجرد شريك في المقاومة، بل هي عمودها الفقري وروحها النابضة. إنها ليست مجرد معركة عسكرية أو موقعة تاريخية، بل هي درس في الإرادة والإصرار، ورسالة واضحة للعالم بأن شعوب المنطقة قادرة على صناعة مستقبلها بأيديها، وأن فجر الحرية آتٍ لا محالة رغم ظلام المعاناة والألم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.