يعد قطاع الطاقة من القطاعات الحيوية للحواضر السكنية والمنشآت الاقتصادية، وتزداد أهميته مع تغيرات المناخ وتوسع البنية التحتية المقترنة بتزايد النمو السكاني. وتعد سوريا عامة وإقليم شمال وشرق سوريا خاصة من المناطق الغنية بمصادر الطاقة، من البترول والغاز والسدود والشمس. على الرغم من ذلك يعاني هذا القطاع من تدهور كبير جراء الحرب التي شهدتها سوريا طوال أزمتها وعدم تطويره من قبل النظام السابق. وفي إقليم شمال وشرق سوريا تسببت السياسة العدائية التركية تجاه محاولات مجتمعات المحلية إدارة شؤونها ذاتياً والنأي بالنفس عن الصراع على السلطة بتأثيرات سلبية على هذا القطاع تمثل بقصف البنية التحتية والمنشآت الحيوية لقطاع الطاقة وخفض منسوب نهر الفرات بشكل متعمد وفرض الحصار على الإقليم الذي أعاق عملية استيراد قطع الغيار والمعدات الحديثة المستخدمة في توليد الطاقة، فمثلاً في محطة سد تشرين، توقف السد قبل بداية العام وبقي خارج الخدمة بسبب الأعمال الحربية. على الرغم من ذلك تمكنت هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية من تنفيذ عدة مشاريع خلال النصف الأول من العام الجاري بالاستناد إلى الإمكانيات المتوفرة لديها.
وصرَّحت أمل خزيم (الرئيسة المشتركة لهيئة الطاقة في الإدارة الذاتية) في لقاء اعلامي الأربعاء ،” أنَّ الهيئة تقوم بمهامها على مرحلتين، وهي تنفيذ مشاريع مباشرة، أبرزها مشروع العدادات الرقمية مسبقة الدفع، والتنسيق والإشراف ودعم المشاريع التي تنفذها هيئات الطاقة في المقاطعات، خاصةً المتعلقة بأنظمة التوتر العالي (230 – 66 ك.ف)”. وقالت خزيم إنَّ أبرز أعمال هيئة الطاقة، المنجزة خلال النصف الأول من عام 2025، والمستمرة، هي: صيانة سد تشرين، حيث تم التنسيق مع الإدارة العامة للسدود للدخول إلى سد تشرين أثناء العمليات العسكرية التي شنتها تركيا والفصائل التابعة لها، وجرت أعمال صيانة للمعدات التي غمرتها المياه الجوفية. كما قامت الورشات التابعة للهيئة بصيانة إسعافية لمجموعات التوليد (العنفات)، وإعادتها للخدمة، إلى جانب صيانة ساحات التوزيع في محطة التحويل وخطوط نقل الطاقة، لإيصال الكهرباء إلى محطات كوباني، صرين، والجرنية.
على صعيد متصل، كشف عماد عبيد (الإداري في إدارة السدود في الإدارة الذاتية)، عن أعمال النصف الأول من عام 2025، حيث بلغت الطاقة الكهربائية المُولَّدة 715536000 كيلو واط في الساعة، منها محطة الفرات الكهرومائية 537520000 ك. و. س، ومحطة الحرية الكهرومائية 106616000 ك. و. س، ومحطة تشرين الكهرومائية 71400000 ك. و. س. وأشار إلى أن المنسوب الأمامي لمحطة الفرات بلغ /297.35/ متراً مطلقاً بتاريخ 18/6/2025، بينما كان في بداية هذا العام /301.34/ متراً مطلقاً، حيث بلغ الوارد المائي الوسطي خلال النصف الأول من عام 2025، 329 متراً مكعباً في الثانية، وتصريف مأخذ مياه الري الوسطي 53.71 متراً مكعباً في الثانية. وأضاف عبيد أنه في محطة سد الفرات، تمت إزالة الملاحظات اليومية والطارئة وتنفيذ البرامج الشهرية والدورية المقررة. بالإضافة إلى المتابعة اللحظية للشبكة العامة وأعطالها في ظل وجود بعض الأعمال الحربية في المناطق المختلفة خلال الفترة المنصرمة، وتقديم المؤازرة والدعم الفني لإنقاذ سد تشرين، وتأمين تغذية محطات ضخ مياه الشرب، والكشف على بعض محطات التحويل المتضررة، وتقديم الدعم الفني والمساهمة في إصلاح ما أمكن منها، ولا سيما محطة التحويل في سد تشرين، وملاحقة الأبراج المنهارة لخطوط التوتر العالي.
وقامت هيئة الطاقة خلال النصف الأول من العام، باستيراد نحو 95000 عدادات الكهرباء الرقمية مسبقة الدفع، وتوزيعها على المقاطعات لتركيبها وفق المعايير القانونية المعتمدة. وتزويد محطات التحويل في قامشلو، تربسبية، وعامودا بمحولات كهربائية بقدرة 66/20 ك.ف، وتركيبها وتشغيلها، بعد تعرُّض محولات تلك المناطق للاستهداف من قِبل الطيران التركي في نيسان 2024. وصيانة محولات ومحطات الكهرباء في كوباني، عين عيسى، والجرنية، والتي خرجت أيضاً عن الخدمة إثر القصف التركي، وتوريد 11 محولة بقدرة 1 ميغا واط لمقاطعة الرقة، لاستكمال تغطية أحياء المدينة التي ما زالت دون كهرباء حتى الآن. كما تعاقدت الهيئة مع شركة STRON الصينية، لتوريد 100,000 عداد رقمي إضافي، واتفقت مع شركات خاصة على تصنيع مواد المنظومة الكهربائية مثل قواطع التوتر لخلايا 20 ك.ف، ومحولات القدرة، وملحقاتها، إضافةً إلى تقديم الدعم لمعمل تصنيع ألواح الطاقة الشمسية. وفعَّلت الهيئة المستودع المركزي للمعدات الاستراتيجية، عبر استحداث الشركة العامة للطاقة، بهدف تأمين مواد عالية الجودة، تتوافق مع مواصفات المنظومة الكهربائية في المنطقة.
وخلال النصف الأول من العام الجاري، تعاقدت هيئة الطاقة مع شركة “الفرات تكنولوجي”
ودعمت الهيئة مقاطعة الرقة بخط توتر عالي، حيث قدمت 14,000 كيلوغرام من كابلات التوتر العالي 66 ك.ف، لتنفيذ خط كهرباء بين محطة الرقة الرئيسية ومحطة الفروسية، بما يتيح توزيع الأحمال الكهربائية وفصلها عن خط دير الزور، نظراً للضغط العالي على الشبكة. كما وتم إعادة تأهيل العديد من المحولات والقواطع في مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.