تداولت وسائل اعلام موالية لسلطة دمشق ليلة الأربعاء الحضور المفاجئ لرئيس السلطة “أحمد الشرع” إلى عُرس شعبي أُقيم في حمام تقليدي، في أحد أحياء دمشق القديمة، فسرها اعلاميون بأنها محاولة لإعادة تدوير العبارة التي اشتهر بها الاعلام الموالي للنظام السابق في خضم أزمته “سوريا بخير”، ويبدو أن تصاعد حدة أعمال العنف والقتل والخطف وانتهاكات حقوق الإنسان وتدهور الأوضاع المعيشية وإقصاء المكونات السورية وترسيخ إسرائيل لاحتلالها في الجولان واستمرار انتهاك تركيا للسيادة السورية في مناطق سيطرة السلطة يفضح الحقيقة التي تحاول وسائل اعلام السلطة والموالية لتركيا تغطيتها باستعراضات رئيس سلطة دمشق ومسؤولي حكومته والزيارات الخاطفة التي تقوم بها بعض الوفود الأجنبية إلى دمشق لتذكير دمشق بضمان مصالحها، على أنها تعبير عن دعاية “سوريا بخير”.
وشهدت معظم المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة سلطة دمشق خلال الأسبوع الفائت أعمال عنف في مشهد يعكس التدهور الأمني الكبير الذي تشهده تلك المحافظات، على الرغم من خضوعها للسيطرة الأمنية والعسكرية لوزراتي الدفاع والداخلية في دمشق، ويوم أمس الخميس شهدت عدد من تلك المحافظات مقتل وإصابة 28 مواطناً لدوافع طائفية أو إجرامية أو سياسية:
* في درعا، تستمر حرب الإغتيالات بين الجماعات التي تدعمها إسرائيل والأردن وتركيا وداعش والإخوان المسلمين وسلطة دمشق وإيران، ويوم الخميس وثق ناشطون محليون مقتل الشاب “وسام الراضي” برصاص مجهولين في حي القصور بمدينة درعا. وفي حادثة أخرى بنفس اليوم أصيب شاب يدعى “أحمد الشعلة” برصاص مجهولين حاولوا اغتياله ضمن أحياء درعا البلد
* وفي دمشق وريفها، قتل شخص في مخيم اليرموك جنوب دمشق برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية. كما وقتل مواطن من الطائفة العلوية بعد اقتحام منزله من قبل مسلحين مجهولين في حي الميدان بدمشق. وفي مدينة المعضمية بريف دمشق عثر الأهالي على جثة شاب من بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة، عليها آثار طعنات بـ”سلاح أبيض” داخل منزل شقيقته، دون معرفة من قام بالجريمة والدوافع وراءها.
* في محافظة ديرالزور، تستمر حوادث العنف، قُتل شخص شخص برصاص مجهولين في سوق الخضار بمدينة الميادين. كما وأقدم نحو 10 عناصر من حراسة محكمة “السرايا” في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، بالاعتداء بالضرب المبرح بأعقاب البنادق على الإعلامي رياض الحسين، مسؤول الإعلام الحكومي الرسمي في محافظة دير الزور، حيث قاموا برميه إلى الشارع المقابل للمحكمة، وذلك أثناء تأديته لمهامه الصحفية. وذلك نتيج لتصفية حساب بين موظف في المحكمة والاعلامي.
* وفي محافظة حمص تستمر عمليات القتل لدوافع طائفية، فقد وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس بإقدام مسلحين على خطف وقتل مواطن مـسنّ (62 عاماً) من الطائفة العلوية ورمي جثته على “طريق الستين” في مدينة حمص، وذلك بعد ساعات من اختطافه فجراً من مكان عمله. وأكد المرصد إن الضحية كان يعاني من إعاقة جسدية، وكان يعمل ناطوراً في معمل بلوك بحي عشيرة، ويُعرف بين أهالي المنطقة بسيرته الطيبة وبساطته. وفي حادثة أخرى قتل صائغ ذهب من أتباع الديانة المسيحية، بعد قيام مسلح ملثم باقتحام محله الكائن في حي المحطة بمدينة حمص، وقتله بإطلاق النار المباشر عليه، ومن ثم أقدم على محتويات المحل والمقتنيات الشخصية للضحية ليلوذ بالفرار بعدها . كما وقُتل مواطنان وأُصيب آخر، جميعهم من أبناء الطائفة العلوية، جراء استهدافهم بالرصاص المباشر من قبل مجموعة مسلحة في مدينة حمص، أثناء توجههم إلى سوق الخضار.
قُتل رجل من الطائفة الشيعية برصاص مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية، وذلك أثناء سقاية الضحية لحقله قرب قرية الديابية بريف حمص الغربي.
* في الساحل السوري، قُتل شاب ينحدر من ريف صافيتا أثناء محاولته العبور الى الاراضي اللبنانية بحثا عن فرصة عمل برصاص عناصر حاجز الصفصافة بريف طرطوس. وفي مدينة جبلة، قتل 3 شبان من الطائفة العلوية برصاص القوات الأمنية في خلال عمليات دهم متفرقة. وفي ريف القرداحة، قُتل الشاب “حيدر أسعد” برصـ.ـاص مسلحين في بلدة “رويسة البساتنة”، تزامناً مع اندلاع حرائـ.ـق جديدة في مناطق قريبة ..
* في حماه، أقدم مجهولون كانوا يستقلون دراجة نارية على قتل مواطن جراء في حي باب قبلي بمدينة حماه.
* في إدلب، قتــل شخص إثر استهدافه من قبل مســلحين مجهولين في حي الجامعة بـ إدلب، في حادثة هي الرابعة من نوعها، دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية في حين فتحت السلطات الأمنية تحقيقاً لكشف ملابسات الحادثة.
* وفي محافظة حلب، وفي سياق غياب العدالة الانتقالية أفادت مصادر محلية بمقتل “ياسر عسكري” المعروف بلقب “وحش المداهمات”، داخل مكتبه العقاري في حي صلاح الدين بمدينة حلب، بعد اقتحام مكتبه من قبل مسلحين مجهولين. وذكرت المصادر أن عسكري كان ضابطاً في فرع الأمن العسكري خلال فترة النظام السابق ومتهم بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين. وفي بلدة في بلدة “تل شغيب” بريف حلب تعرضت عائلة مكونة من نساء وأطفال من “آل بري” لهجوم بالقنابل اليدوية وأسلحة خفيفة من قبل عائلة “النعامة” الموالية لسلطة دمشق ما أسفر عن إصابة 3 نساء و6 أطفال من عائلة “آل بري” أثناء نومهم في المنزل.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في لقاء تلفزيوني، على أنه باتت تتوضح هوية “شبيحة جدد” يروّجون لما تقوم به السلطة «حتى لو كان خطأً» مؤكداً إن الشبيحة الإعلاميين الذين كانوا لدى النظام السابق هم الآن ذاتهم، بالتوازي مع ذلك باتت صورة شبيحة القتل الموالية للسلطة تؤرق السوريين من جديد. من ناحية أخرى لا تزال الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة دمشق متقاعسة تماماً في ضبط الأمن ومحاسبة الجُناة. وسط استمرار عمليات القتل بدوافع طائفية أو سياسية. وفي السياق صوّت البرلمان الأوروبي، اليوم الخميس، بأغلبية ساحقة (625 صوتًا من أصل 720) على قرار يدين اسـ.ـتهداف الأقليات الدينية وأماكن العبادة في سوريا، معرباً عن قلقه من تصاعد العنف الطائفي في البلاد وغياب محاسبة المتورطين فيها. وحذر البيان من تولي شخصيات متورطة سابقًا بانتـ.ـهاكات حقوقية مناصب في السلطات الانتقالية، ما يُهدد حرية المعتقد ومستقبل العدالة…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.