NORTH PULSE NETWORK NPN

دعـ.ـم البنتـ.ـاغون والكونغرس لـ قسد يعـ.ـرقل تأثير “المـ.ـال السياسي” على توماس باراك 

 

أكدت معظم المعطيات السياسية والعسكرية المتداولة في إقليم شمال وشرق سوريا السبت، على أن دعم كلاً من البنتاغون والكونغرس لقوات سوريا الديمقراطية يقلل من شأن التصريحات السلبية التي أدلى بها مؤخراً توماس باراك (المبعوث الأمريكي إلى سوريا)، مشيرة إلى تأثير “المال السياسي” على العديد من دبلوماسيي وزارة الخارجية الأمريكية تجاه الإدارة الذاتية وقسد، لعل أبرزها المواقف المشابهة للسفير الأمريكي السابق “جيمس جيفري” (المبعوث الأمريكي إلى سوريا بين 2018- 2020) حيث كانت مصادر أمريكية قد أكدت على تأثير “المال السياسي” الذي كان يُدفع له من قبل لوبي الإخوان المسلمين لانتزاع تصريحات منه تتوافق مع الخطاب الاعلامي التركي المناهض للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية. يأتي ذلك بعد المعلومات الصادمة التي كشف عنها رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي في لبنان “شارل سركيس” في بيان «عاجل» السبت، وجهت إلى واشنطن، دعا فيه الإدارة الأمريكية، إلى الإقالة الفورية لتوم باراك من منصبَي سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، على خلفية ما وصفه بـ «مخاوف جدية تتعلق بعدم الحياد وخطر يهدد حقوق الأقليات في المنطقة». وأضاف البيان أن هناك اتهامات جديدة، تفيد بأن باراك قد يكون منخرطاً في محاولات تأثير سياسي لصالح كل من تركيا وقطر وجماعة “الإخوان المسلمين”. كما أشار إلى علاقاته المالية الوثيقة مع قطر، ومن أبرزها صفقة شراء شركة “ميراماكس” عام 2010 بمبلغ 660 مليون دولار، وصفقة بيعها لاحقاً عام 2016 بربح كبير، مما يثير تساؤلات جدية حول تضارب محتمل في المصالح.

 

وأثارت تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “توماس باراك” المتناقضة بخصوص موقفه من الحوار بين وفد إقليم شمال وشرق سوريا وسلطة دمشق برعاية أمريكية وفرنسية، الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والاعلامية السورية، وهو ما اعتبره مراقبون استنساخاً للمواقف المتقلبة لـ “جيمس جيفري”. يأتي ذلك بعد التحذير الذي أطلقه “باراك” تجاه قسد من «مغبة التأخر في عملية الاندماج مع وزارة الدفاع لسلطة دمشق»، مشيراً إلى أنها ستواجه مشكلات مع الحكومتين السورية والتركية إذ لم تتحرك بسرعة. وزعم في لقاء صحفي مع وكالة “الأناضول”، أن «الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ليس دائم» وهو ما يذكر بتصـ.ـريحات جيفري المشابهة قبل سنوات. وقد تزامن ذلك بعدم إبداء سلطة دمشق خلال بيان رسمي أي مرونة في الحوار مع وفد شمال وشرق سوريا من خلال إصرارها على سيطرتها على كامل الإقليم ودمج قسد في جيشها وحل مؤسسات الإدارة الذاتية والتي اعتبرها سياسيون بأنها بمثابة توقيع على “وثيقة استسلام” على غرار تعنت النظام البعثي في حواره مع ممثلي الإقليم، وهو ما لا يمكن قبوله.

 

ورداً على تصريحات باراك، أصدر 34 حزب سياسي وتنظيم اجتماعي في شمال وشرق سوريا، الخميس، بياناً أعلنت من خلاله رفضها القاطع لتصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا، وقال البيان، «تابعنا بقلق بالغ التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المبعوث الأمريكي إلى سوريا، السيد توماس باراك، والتي تتناقض مع دوره كوسيط لتقريب وجهات النظر وتتنافى مع الدور الإيجابي الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية في تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا». من جانبه طالب رياض درار (نائب الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية) السبت، بإدارة «لامركزية» في سوريا، وذلك رداً على تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك، التي شدد فيها على الرفض الأمريكي للفدرالية في سوريا. وأوضح أن تصريح باراك “يرسل إشارات إلى الحكومة السورية بأن أمريكا تقف إلى جانبها، وتمسكها برؤية تعتبر منحرفة، بسبب اعتبارها التوجه الديني من جهة، واستفرادية الحكومة من جهة أخرى، كما بيّن ذلك الإعلان الدستوري”.

 

وتُخالف معظم المواقف الأمريكية من إقليم شمال وشرق سوريا موقف توماس باراك، حيث رفعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) موازنة 2026، إلى الكونغرس، وتضمنت تخصيص 130 مليون دولار لدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن برنامج مكافحة تنظيم داعش، ‏وتشمل الميزانية المخصصة للدعم؛ تدريب وتجهيز قسد وفصيل جيش سوريا الحرة، وتعزيز حماية مراكز احتجاز عناصر التنظيم وتحسين ظروف احتجازهم. وتوسيع العمليات ضد التنظيم في شمال شرق وجنوب شرق سوريا، بالإضافة لتقديم دعم أمني في محيط مخيم الهول ومناطق البادية السورية وتأمين الحماية لقاعدة التنف وقوات التحالف الدولي. وفي سياق متصل قال وليد فارس (المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب)، إن “هناك أكثرية واضحة أميركية لا تريد نزع سلاح قوات سوريا الديمقراطية” وأكد في حديث لوكالة “روداو” السبت، أن هذا الموقف مدعوم أيضاً من شرائح واسعة داخل المجتمع الأميركي، لا سيما الجاليات ذات الأصول الشرق أوسطية، وأضاف قائلاً: “هناك أجزاء من هذا الرأي العام الأمريكي، أكانت جاليات من أصل شرق أوسطي، أكانت الجالية ربما اليهودية، أو أهم من ذلك الطائفة المسيحية الكبرى التي تخاف على الأقليات، كل هذا الرأي العام يعتبر قسد حليفاً وشريكاً”. ولفت إلى تخصيص سنتكوم والقوات الأميركية ووزارة الدفاع «دعماً مالياً كبيراً هذا العام لقوات قسد»، كونهم يعتبرون قسد «حليفاً لهم حتى هذه اللحظة». من جانبه اعترف توماس باراك في لقاء اعلامي أن هناك تأييداً قوياً لقسد داخل الكونغرس الأمريكي، وخلافاً لتصريحاته السابقة أكد على رغبته في «تمهيد الطريق وتوفير مدخل لقسد للانضمام إلى الحكومة السورية»، وأشار إلى أن عملية اندماج قسد ستستغرق وقتاً بسبب غياب الثقة المتبادلة مع سلطة دمشق، ولفت إلى أن واشنطن تحاول توضيح بعض التفاصيل للتوصل إلى اتفاق، معرباً عن اعتقاده أن الطرفين سيتوصلان إلى اتفاق “ناجح وجميل”.

 

وبالتزامن مع حملة التضخيم الاعلامي لتصريحات باراك من قبل الاعلام العربي والتركي المناهض لإقليم شمال وشرق سوريا،

قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية “كريستوف لوموان” في حديثٍ لقناة “العربية” الجمعة، إن “فرنسا تشارك في المباحثات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، ومن المهم إشراك الكرد بالعملية السياسية” وأكد على ضرورة انتقال سياسي يشمل كل السوريين ولا يستثني أحداً، مشيراً إلى أن المحادثات بين الحكومة السورية و قسد طويلة بسبب وجود كثير من القضايا التي يجب الاتفاق عليها. وفي تصريح خاص لقناتي “الحدث” و”العربية” قال أبجر داوود (المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية) إنه «من الطبيعي أن تنضم “قسد” إلى الجيش السوري وأن تكون جزءاً من جيش الدفاع عن سوريا»، وأكد أنه لا نية لها في تقسيم سوريا ولا فصل المناطق التي تسيطر عليها عن التراب السوري، وأشار إلى وجود اختلاف بين تشكيل الجيش السوري الحالي وتشكيل “قسد”، وهذا يتطلب وقتاً لإعادة الترتيب. وبخصوص تصريحات باراك قال داوود إن «البعض يرى تصريحات المبعوث الأميركي مستفزة لكننا نعتبرها معتدلة» لافتاً إلى أنه من الطبيعي أن تنضم قسد إلى الجيش السوري.

 

نورث بالس

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.