NORTH PULSE NETWORK NPN

محاولات لإنقـ.ـاذ سلـ.ـطة دمشق من السقوط بعد الفشل في حسم معـ.ـارك السويداء

قال توماس باراك “المبعوث الأمريكي إلى سوريا والسفير الأمريكي في تركيا” في حوار مع وكالة “رويترز” إن هناك جهات تدفع سلطة دمشق نحو «خوض عمليات فاشـلة» دون أن يسميها محذراً من تكرار سيناريو ليبيا وأفغانستان في سوريا في حالة استمرار سلطة دمشق في نهجها الحالي. وحث باراك رئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع” على إعادة تقييم سياساته وتبني نهجاً أكثر شمولاً ومنفتح على جميع المكونات السورية خاصة بعد المجازر التي ارتكبت في السويداء محذراً من إن الشرع «سيخاطر بفقدان الدعم الدولي الذي أوصله إلى السلطة وتفتيت البلاد» داعياً إلى إعادة النظر في دمج العناصر المتطرفة في الجيش. وزعم باراك إن مسلحي تنظيم داعش هم من يقفون وراء المجازر بحق المدنيين بعد أن تنكروا بزي البدو، في إشارة إلى مدى تغلغل التنظيم بين قـوات سلطة دمشق الأمنية والعسكرية، وكان المبعوث الأميركي، أدلى بتصريحات الشهر الماضي عن محاولات اغتيال الشرع، وتحدث عن ضرورة حمايته، وحذر من «تهديدات بالغة الخطورة». يأتي ذلك بعد أن أثنى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على سياسة “أحمد الشرع” في إدارة الصراع في محافظة السويداء، وأضاف «اتخذ أحمد الشرع موقفاً حازماً، ولم يتهاون في المواجهة مع إسرائيل ولم يقدم أي تنازلات»، على الرغم من أن قوات سلطة دمشق فرت من جبهات السويداء بعد تصاعد القصف الإسرائيلي عليها، وذلك تحت غطاء «الانسحاب بعد تنفيذ مهمتها» وسط استمرار خرق المجموعات المسلحة التابعة لسلطة دمشق لاتفاق وقف إطلاق النار في السويداء ومهاجمة القرى الدرزية حيث أدت المعارك العنيفة إلى مقتل نحو 2000 شخص وإصابة المئات ونزوح أكثر من 100 ألف شخص من السويداء وريفها.

 

وتعرضت محافظة السويداء في الأيام العشرة الماضية لهجوم واسع النطاق من قبل قوات سلطة دمشق والمجموعات المسلحة التابعة لها وبدعم استخباراتي تركي ومساندة اعلامية خليجية وتركية. في محاولة للسيطرة على الإقليم الدرزي، إلا إنها عجزت عن تحقيق مكاسب استراتيجية بسبب المقاومة الضارية من قبل القوات الدرزية وارتكاب سلطة دمشق أخطاء تكتكية بنقل أسلحة ثقيلة لضرب المحافظة واستقدام المئات من المسلحين العشائريين ما دفع بالقوات الإسرائيلية إلى التدخل وإجبار السلطة على سحب قواتها بعد تنفيذ مجموعة من الضربات كادت تؤدي إلى مقتل الشرع وسقوط نظامه. حيث انقذ التدخل الأمريكي الموقف في نهاية المطاف. وأكدت معظم التحليلات الأمنية الإسرائيلية التي واكبت التطورات الأمنية في الجنوبي السوري على «إن استيلاء عناصر سنية متطرفة على هذه المنطقة قد يسمح بتموضع عناصر معادية وإرهابيين جهاديين قرب الحدود وفي كامل جنوب الجولان السوري». ونوّهت إلى أن الهدف من تدخل إسرائيل إرسال رسالة واضحة: «لن يكون هناك تغيير في ميزان القوى في منطقة جنوب سوريا دون موافقة إسرائيل، ولن يكون هناك نشر لقدرات من شأنها تهديد إسرائيل ضمن مسافة تحددها».

 

ويتفق معظم الإسرائيليين على انعدام الثقة بسلطة دمشق، وفي هذا السياق يقول “مائير بن شبات” (مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ورئيس معهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية)، لموقع “JNS” الإسرائيلي إنه لا أهمية من بقاء الشرع في السلطة منتقداً الغربيين الذي يدافعون عنه كضامن لمصالحهم قائلاً: «ما أهمية هذا؟ لأنه حتى أولئك الذين يعتقدون أنه تخلى عن طريق الجهاد واختار طريق رجال الدولة، يدركون الآن أن الجولاني لا يمكنه الاستمرار طويلًا في اتجاه معاكس تمامًا لقاعدته الجهادية». وأضاف «من الصعب افتراض أن الجهاديين المحيطين بالشرع قد تخلوا عن رؤية إقامة دولة دينية سنية متطرفة في بلاد الشام»، على حد قوله، مشدداً على أن تدخل إسرائيل «كان ضرورة استراتيجية لتأمين حدودها». وأشار إلى إن المتشددين المؤيدين سلطة الشرع يتسترون بغطاء السلطة الحالي لتحقيق أجندتهم وأوضح قائلاً «الأرجح أنهم أدركوا أن من المجدي ترك الجولاني يلعب لعبة الغرب لتثبيت حكمه والبدء في إعادة تأهيل سوريا، ثم العودة إلى مسارها الأصلي من موقع قوة. من الصعب تقدير كيف ومتى سيحدث ذلك، ولكنه سيناريو يجب أن يكون حاضرًا في أذهان كل من يتعامل مع خيار الترتيبات السياسية مع سوريا». إلا أنه في الوقت نفسه دعا إسرائيل إلى الاستفادة من ضعف سلطة دمشق للتواصل إلى ترتيبات سياسية تخدم إسرائيل مع ضرورة مراعاة مصالح أصدقاء إسرائيل موضحاً «يتطلب معايرة التوقعات والتأكد من أننا لا نتخلى عن مصالح أخرى لمجرد فرصة التوصل إلى اتفاق».

 

واتهم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، تركيا وقطر بقيادة محور الإخوان المسلمين، واللتين تسعيان لملء الفراغ الذي خلّفه انهيار المحور الشيعي بقيادة إيران. وأشار إلى أن تحرك إسرائيل لحماية الدروز يُسهم أيضًا في مواجهة هذا التهديد الجديد، إذ تُفضّل إسرائيل سيطرة الدروز على هذه المنطقة الاستراتيجية «وليس قوات الجولاني المدعومة من تركيا»، معرباً عن ثقته بالدعم الأمريكي للتوجه الإسرائيلي وقال لموقع “اتحاد الجمعيات اليهودية” «جراح السابع من أكتوبر لا تزال تنزف، وفي النهاية، هذه تهديدات على حدودنا، وليست على بُعد آلاف الأميال». وعلى صعيد متصل قالت مجلة “ذا كونفرزيشن” الأمريكية في تقرير لها إن إسرائيل تتحرك بموازاة تصعيدها العسكري، نحو تهيئة الأرض السورية لخططها المقبلة، ضمن الرؤية التي كثيراً ما كشف عنها المسؤولون في تل أبيب، وهي “الشرق الأوسط الجديد”، حيث يبرز الاستقرار الإقليمي والتطبيع من خلال إعادة تشكيل الحدود والتحالفات.

 

من جانبه أنهم وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” إسرائيل بالسعي لتقسيم سوريا، زاعماً إن أي محاولة من قبل الأطراف التي وصفها بالانفصالية نحو التقسيم أو زعزعة الاستقرار في سوريا ستعتبر «تهديدًا مباشرًا لأمن تركيا القومي وستتدخل تركيا لوقف ذلك»، يأتي ذلك على الرغم من عدم وجود نية لأي مكون سوري للانفصال او يدعو إلى تقسيم، وهذا يناقض المعطيات على أرض الواقع حيث تدعو المكونات إلى تطبيق اللامركزية لمنع تقسيم البلاد، ويتفق معظم المراقبين على إن السياسة الإقصائية لسلطة دمشق وتطبيق سياسة “الركوع أو المجازر” والإصرار على الاستفراد بالسلطة المركزية هي التي تؤدي إلى تقسيم البلاد. وما يعززها استمرار إحتلال القوات التركية لمناطق من الشمال السوري.

 

نورث بالس

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.