NORTH PULSE NETWORK NPN

مهجّرو عفرين بين لهيب النزوح وصقيع الإهمال.. مأساة مستمرة في مخيمات الطبقة

 

تتفاقم معاناة آلاف المهجّرين قسرا من مدينة عفرين المحتلة، التي تخضع للاحتلال التركي منذ أكثر من ست سنوات، حيث يعيشون أوضاعا إنسانية بالغة السوء في مخيمات منطقة الطبقة. هؤلاء المدنيون خاضوا مرّتي تهجير قاسيتين، نتيجة العمليات العسكرية التركية وما رافقها من انتهاكات جسيمة ارتكبتها الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة.

 

في تلك المخيمات التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، يقيم السكان في خيام مهترئة لا تقيهم برد الشتاء ولا حرّ الصيف، وسط غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية والخدمات الصحية والتعليمية. هذا الإهمال الممنهج فاقم الأوضاع المعيشية والنفسية للمهجّرين، الذين يعيشون في عزلة قاسية عن أعين الإعلام والدعم الدولي.

 

في المقابل، تواصل سلطات الاحتلال التركي تنفيذ سياسة تغيير ديمغرافي ممنهجة داخل عفرين، عبر إسكان عائلات قادمة من مناطق سورية أخرى في منازل السكان الأصليين، بعد مصادرتها بالقوة. وتوثّق تقارير حقوقية محلية أن مئات المنازل والمزارع أُعطيت فعليًا لمسلحين وعائلاتهم، بينما يُمنع الأهالي من العودة إلى ممتلكاتهم، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

 

ولا تزال الانتهاكات متواصلة داخل المدينة، من اعتقالات تعسفية وفرض أتاوات ومصادرة أملاك، في ظل تجاهل تام من المجتمع الدولي وغياب المساءلة. ورغم مرور سنوات على هذا الواقع المأساوي، لا تلوح في الأفق أي بوادر لحل يعيد الحقوق لأصحابها.

 

اليوم، يطالب مهجّرو عفرين المنظمات الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها والضغط من أجل وقف الانتهاكات، وضمان عودتهم الآمنة والكريمة إلى ديارهم، بعد سنوات من الحرمان والاقتلاع القسري من جذورهم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.