رغم الضـ.ـربات الإسـ.ـر|ئيلية على مناطق سيـ.ـطرتها.. سلـ.ـطة دمشق تتودد مجدداً لإسـ.ـر|ئيل
أفادت وكالات أنباء عربية الأربعاء، أن وزير خارجية سلطة دمشق “أسعد الشيباني” من المقرر أن يعقد اجتماعاً بعيداً عن وسائل الاعلام مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، “رون ديرمر” في العاصمة الأذربيجانية “باكو” اليوم الخميس، وفقاً لما أفاد به مصدر دبلوماسي لوكالة “فرانس برس”، الأربعاء. بالتوازي مع زيارة يجريها الشيباني إلى موسكو، وسبق لباكو أن استضافت اجتماعاً مماثلاً بين مسؤولين من البلدين في 12 تموز. ووفقاً للمصادر من المقرر أن يتم مناقشة الوضع الأمني في الجنوب السوري. يُذكر أن الاجتماع المقرر في باكو هو الثاني بين الشيباني وديرمر بعد لقاء مماثل استضافته باريس برعاية أمريكية الأسبوع الماضي. ويرى خبراء أن لقاء باكو المباشر بين المسؤولين في سلطة دمشق والإسرائيليين يُشير بشكل موثوق إلى محاولة دمشق التودد إلى الدولة العبرية وكسب ثقتها، على الرغم من الضربات الإسرائيلية على العديد من المواقع العسكرية في مناطق سيطرة السلطة والتدخل العسكري لحماية الدروز من المجازر والهيـ.ـمنة على الجنوب السوري. وأشار مراقبون إلى إن موافقة أذربيجان لنقل غازها عبر تركيا إلى مدينة حلب تأتي للتخفيف من ضغوط الجهاديين على سلطة دمشق في سعيها للتودد للإسرائيليين، وإغراء مسؤولي السلطة لتقديم تنازلات جديدة لصالح إسرائيل في إطار “سياسة الصفقة”.
ومنذ وصولها إلى السلطة في كانون الأول الفائت، أقرت سلطة دمشق بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، زعمت إنها بهدف احتواء التصعيد، بعدما شنّت القوات الجوية الإسرائيلية مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية وتوغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة بشار الأسد من الرئاسة. وبالنسبة لزيارة الشيباني لموسكو، من المرجح أن يتم التباحث حول “ملف القواعد العسكرية”، إضافة الى “التفاوض حول شروط استمرار القواعد وحقوق التشغيل”. و”دعم التعاون الثنائي وإعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية والأمنية” بين البلدين، بالإضافة إلى بحث “خطوات بشأن الأمن الداخلي والمقاتلين الأجانب”، بينما أكدت مصادر أخرى على أن الدافع الرئيسي لزيارة موسكو، هو مناقشة دور نقاط المراقبة الروسية على الشريط الحدودي بين سوريا وإسرائيل والتوسط لها لدى تل أبيب، ومحاولة سلطة دمشق احتواء النفوذ الروسي في الساحل لمنع سيطرة تركية كاملة عليها، بالإضافة إلى مساعي تحييد الموقف الروسي وحق النقض في مجلس الأمن، حيث تعتمد سلطة دمشق نبرة تصالحية تجاه العلاقات مع روسيا التي تسعى لضمان مستقبل قاعدتيها البحرية في طرطوس والجوية في حميميم، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفياتي السابق، في ظل السلطات الجديدة. وفي هذا السياق زعم المستشار في وزارة الخارجية الروسية، رامي الشاعر في لقاء اعلامي، إن «التعاون العسكري بين موسكو ودمشق مستمر وسيتوسع، ولا توجد خلافات جوهرية بين البلدين».وأضاف إن «الإدارة السورية لا تطالب بتسليم بشار الأسد، بل تقدّر الدور الذي قامت به روسيا في مساهمتها بتسليم الحكم بشكل سلمي، ومن دون إراقة دماء». وأشار إلى أن «زيارة وزير الخارجية السوري المرتقبة إلى موسكو تم توجيه الدعوة لها منذ فترة، وتأخرت لأسباب تتعلق بانشغال الوزيرين، وليس نتيجة أي تباين سياسي».
إسرائيلياً، أفاد تقرير لقناة “كان” أن إسرائيل شددت خلال اجتماع الأسبوع الماضي بين ديرمر والشيباني بباريس، على أن «الجنوب السوري منزوع السلاح يُمثل خطًا أحمر من ناحيتها»، وتمتد المنطقة وفقاً لمصادر إسرائيلية بين السويداء ودمشق ومنزوعة السلاح بالكامل. وبحسب تقرير لموقع “هامحديش” العبري، اعتبر اللقاء الثاني المرتقب بين الشيباني وديرمر خطوة تشير إلى استمرار الجهود المبذولة لتخفيف التوترات الإقليمية. وبحسب التقدير الإسرائيلي، تمثل اللقاءات المتكررة ما بين علنية وسرية، بين ديرمر والشيباني محاولة مستمرة من جانب الطرفين للتوصل إلى تفاهمات أمنية مستقبلية، مع محاولة منع التصعيد في المنطقة الحساسة في جنوب سوريا ومرتفعات الجولان، وضمان الهيمنة الإسرائيلية عليها لمنع تحولها إلى مصدر تهديد.
ويؤكد الباحث السوري “سمير التقي” في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” إن المفاوضات بين الجانبين تجري في ظروف «تداعٍ في السيادة السورية»، وفي مناخ من «التسييد الإسرائيلي»؛ حيث أن دافعها الجوهري هو السعي لمنع عودة سوريا للمحور الإيراني، وقطع الطريق على احتمال قيام تركيا بتدريب الجيش السوري واختراقه وتزويده بالسلاح، ناهيك عن الرفض الإسرائيلي لتأسيس قواعد عسكرية تركية وقواعد تنصت ورادارات على الأراضي السورية. واستمرار إصرارها على حماية الدروز في الجنوب السوري…
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.