دمشق تتجـ.ـاهل اجتماع باريس تحت ضغوط تركية ومؤتمر المكونات يحظى بدعم دولي واسع
تواصل حكومة دمشق نهجها في التهرب من المشاركة في الحوارات الدولية، حيث امتنعت عن حضور اجتماع باريس الأخير الذي جاء تحت تأثير ضغوط تركية واضحة، ما يعكس ضعفاً متزايداً في موقفها السياسي ويفقدها المزيد من مصداقيتها على الساحة الدولية.
ويأتي هذا الامتناع في ظل استمرار النظام السوري بسياسات مماثلة لتلك التي اتبعها في عهد بشار الأسد، والتي تركز على تجاهل المفاوضات والحوارات التي تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية.
في المقابل، نجح مؤتمر المكونات السورية، الذي انعقد مؤخراً بدعم غربي واضح، في توحيد الرؤى والمواقف السورية المختلفة، وقدم رسالة أمل حقيقية نحو تحقيق تحول ديمقراطي شامل في البلاد. وقد اعتبر المراقبون أن هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة على طريق بناء سوريا جديدة قائمة على الحوار والمشاركة السياسية الواسعة.
ويؤكد الدعم الدولي الواضح للمؤتمر على اعتراف المجتمع الدولي بأهمية هذا المسار كبديل عن سياسات النظام القديمة، ويبرز التباين الواضح بين مقاربة دمشق التي تتجنب الحوار، ومساعي القوى السورية الفاعلة التي تسعى لإيجاد حل سياسي مستدام.
يحذر محللون من أن استمرار الجانب الرسمي السوري في التغيب عن مثل هذه الاجتماعات سيؤدي إلى تسريع تآكل شرعيته السياسية والقانونية، ويفتح الباب أمام مزيد من العزلة الدولية، ما قد يفاقم الأزمة السورية على المستويين السياسي والإنساني.
في هذا السياق، يظل المؤتمر الجامع والمبشر بالتغيير فرصة حقيقية لوضع أسس جديدة تعيد للسوريين الأمل في مستقبل مختلف، بعيداً عن سياسات الماضي التي أثبتت فشلها على مدى أكثر من عقد من الزمن.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.