تشهد مناطق شمال وشرق سوريا، ولا سيما مقاطعات دير الزور والحسكة والرقة، إجماعا متزايدا بين العشائر العربية على مواصلة دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، بوصفها القوة التي تمكنت من دحر تنظيم داعش وتحرير مساحات واسعة من الأراضي التي عانت لسنوات طويلة من الإرهاب والفوضى. ويؤكد شيوخ ووجهاء العشائر أن هذا الدعم لم يعد مجرد موقف سياسي أو ظرفي، بل تحول إلى خيار استراتيجي يهدف إلى حماية المجتمعات المحلية وضمان استقرارها.
العشائر شددت في بياناتها واجتماعاتها الأخيرة على أن قوات سوريا الديمقراطية أثبتت خلال السنوات الماضية قدرتها على حماية السكان من موجات التهجير والاقتتال الداخلي، وأصبحت الضامن الأول للأمن المحلي. كما أشارت إلى أن استمرار هذا التحالف يشكل خط الدفاع الأهم أمام أي تهديد يطال أمن المنطقة أو يهدد مكتسبات التحرير.
وفي المقابل، رفضت العشائر بشكل قاطع محاولات سلطة دمشق لفرض وصايتها أو مد نفوذها على هذه المناطق، معتبرة أنها لا تمثل جميع المكونات ولا تحظى بالشرعية الشعبية اللازمة، الأمر الذي يجعلها عاجزة عن لعب دور فاعل في إدارة الشؤون المحلية.
ويؤكد مراقبون أن الموقف الواضح للعشائر العربية يعكس إدراكا عميقا بأن الاستقرار في شمال وشرق سوريا لا يمكن أن يتحقق إلا عبر شراكة متينة مع قوات سوريا الديمقراطية، التي أثبتت أنها قادرة على مواجهة التهديدات الخارجية، سواء من بقايا تنظيم داعش أو من التدخلات الإقليمية، إلى جانب حماية المجتمع من أي محاولات لإعادة إنتاج الفوضى.
وفي ظل هذه المعطيات، يظهر تحالف العشائر مع قوات سوريا الديمقراطية كمرتكز رئيسي للحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز الأمن والسيادة المحلية، فيما يشكل استمراره ضمانة حقيقية لتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق مجددا نحو الفوضى أو الارتهان لأي قوى خارجية
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.