حين نتحدث عن المشهد السوري المعقد اصلا بفعل العديد من العوامل التي تأتي في مقدمتها الشرخ الحاصل بين أطياف المجتمع السوري نتيجة الأزمة السورية الممتدة منذ 14 عاما لا بد أن نتطرق إلى دور و أهمية العشائر التي تُعدّ عنصرًا محوريًا في تعزيز الاستقرار الاجتماعي، ودعم مساعي التلاحم والوحدة داخل المجتمع.
و هو دور تاريخي حملته و ما زالت تحمله العشائر متوافقا مع مبدأها الأخلاقي و الوطني .
على هذا الأساس لم يكن امام العشائر إلا الوقوف إلى جانب الحق و العدالة الاجتماعية ، فأي حياد عن هذا الخط و الهدف لن يدفع الشعب السوري سوى إلى المزيد من الانشقاق و العنف الذي قد بضر بمستقبل سورية .
بناء عليه اختارت العشائر الوقوف إلى جانب قوات سورية الديمقراطية ، و ضمت خيرة أبناءها إلى صفوف الوحدات العسكرية و قدمت شهداء ، بل ابعد من ذلك شكلت بعض العشائر وحدات خاصة بالعشائر و ضمتها إلى قوات سورية الديمقراطية .
إن دل هذا على شي فهو يدل على قوة الترابط ما بين قوات سورية الديمقراطية و العشائر ، و الاجتماع الذي حصل قبل أيام في مدينة الرقة ما بين قوات سورية الديمقراطية و العشائر العربية و نتائجه لا يقدم سوى مثال واضح و صريح على عمق هذا التماسك المجتمعي .
طبعا هذه العلاقة ليست كلاما انشاىياً بل حقيقة واضحة للعيان فكلاهما يسعيان إلى سورية موحدة ديمقراطية .
حقيقة العشائر بعثت رسالتها إلى جميع الأطراف الفاعلة و أكدت وقوفها إلى جانب قسد ، إدراكا منها أن الذي يعمل لأجل سورية ديمقراطية لجميع أبناءها لا يستوي مع الذي يعمل لمصلحة جماعتية أو أصبح أداة بيد قوة إقليمية على حساب مصالح الشعب السوري .
في ظل هذه المعطيات لا بد أن يتطور تحالف العشائر مع قسد ، فكما حافظ هذا التحالف على استقرار شمال و شرق سورية سوف يتحول الى نقطة بناء سورية تعددية ديمقراطية
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.