خـ.ـبراء ومراقبون ” حذف الأصـ.ـفار من العـ.ـملة السورية يغيـ.ـر شكل العملة دون رفـ.ـع قيمتها الشرائية
نشرت وكالة رويترز أنّ سلطة دمشق الانتقالية ستصدر أوراقاً نقدية جديدة وتحذف صفرين من عملتها، في محاولة لاستعادة الثقة في الليرة التي انخفضت قيمتها بشدة، إذ ستصبح ورقة العشرة آلاف ليرة سورية تساوي مئة ليرة.
ويُعرف حذف الأصفار حَسَبَ محللين بأنه إجراء تقني يغير شكل العملة دون أنْ يرفع قيمتَها الشرائية, أيْ إنّ الدخل والأسعار تبقى كما هي, لكن بأرقام أبسط ويشبه ذلك تحول 1000 غرام إلى 1 كيلو غرام، إذ يظل الوزن نفسه لكنّ التسمية تتغيّر.
اقتصاديون يؤكدون أن هذه الخطوة لا تعالج التضخم القائم في سوريا, إذ إنّ أسباب الأزمة أعمق وتتعلق بانهيار قطاعات الانتاج والخدمات, فالزراعة تعاني من نقص المياه والكهرباء والمحروقات, والصناعة متوقفة أو محدودة بسبب تدمير المصانع والمنافسة الخارجية, بينما السياحة شبه غائبة نتيجة غياب البنية التحتية والأمان.
ويشير خبراء إلى أنّ استمرار طباعة العملة بِلا غطاء, وضَعف النظام المصرفي, والعقوبات الدّوْلية, كلها عوامل ساهمت في انخفاض قيمة الليرة بشكل متسارع, فيما لا يغطي الإنتاج المحلي سوى جزءٍ محدود من احتياجات السوق.
وتظهر تجارب دول أخرى أنّ حذف الأصفار لا يكون فعالاً إلاّ إذا ترافق مع إصلاحات اقتصادية واسعة، وهذا ما حصل مع دول مثل فنزويلا والعراق ولبنان، التي وصفت تجربتها في حذف الأصفار بالفاشلة، إذ لم تنجح في وقف التدهور الاقتصادي, بسبب غياب المعالجات البنيوية.
ويرى مراقبون في الشأن السوري أنّ مثلَ هذه القرارات غيرُ محسوبة, والحديث هنا عن حذف الأصفار، يدفع ثمنَها الشعبُ وحدَه, فالتفكير بالاقتصاد مهمٌّ، لكنْ، بعد هيكلةِ ومعالجةِ النظامِ القائمِ عليه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.