سلـ.ـطة دمشق تستـ.ـدعي فجـ.ـأة 20 دبلوماسياً من البعـ.ـثات الخارجية وسفراء يرفـ.ـضون العودة
أصدرت وزارة الخارجية لدى سلطة دمشق يوم الأحد الفائت قراراً باستدعاء 20 دبلوماسياً سورياً مخضرماً من بعثاتها في الخارج بشكل مفاجئ ولأسباب مجهولة. وشمل القرار البعثة الدائمة في نيويورك، والسفارات والقنصليات السورية في كل من إسطنبول وبرلين وبيروت، وأبرز الدبلوماسيين الذين تم استدعاؤهم قصي ضحاك ورياض خضور أهم عضوين في البعثة الدائمة في نيويورك بالإضافة إلى حسام الدين آلا السفير السوري السابق في مصر ومندوب سوريا في الجامعة العربية. وسط توقعات بسير سلطة دمشق في مسار إثارة أزمة دبلوماسية داخلية وإضعاف موقف سوريا في العلاقات الدولية بإقصاء الدبلوماسيين المخضرمين في فترة النظام السابق وتنفيذ اعمالاً انتقامية منهم، وتعيين أعضاء في “هيئة تحرير الشام” بدلاً عنهم، وسط مخاوف من تحول البعثات الدبلوماسية السورية إلى مقار لعناصر سابقين في تنظيم القاعدة. وأفادت مصادر من القاهرة إن حسام الدين آلا (مندوب سوريا لدى الجامعة العربية) رفض قرار الاستدعاء وتوجه إلى سويسرا لطلب اللجوء السياسي فيها، في خطوة فسرها مراقبون على أنها عملية انشقاق عن سلطة دمشق، وسط غموض يكتنف مواقف باقي الدبلوماسيين وعدم معرفة ماذا ستفعل بهم السلطة لدى عودتهم إلى دمشق.
وفي نيسان الماضي حاولت سلطة دمشق استدراج بشار الجعفري، سفير سوريا في موسكو، باستدعائه إلى دمشق وإعفاءه من منصبه، على الرغم من خروجه وإعلان ولاءه للسلطة الجديدة في دمشق عبر كلمة مصورة بعد سقوط الأسد معلناً أن «العديد من السوريين الوطنيين عانوا من الظلم والتهميش بسبب منظومة الفساد التي ألحقت الدمار بمقدرات البلاد ومؤسساته» وأكد حينها تأييده للإدارة الجديدة ووضع نفسه تحت تصرفها. بالتزامن مع ذلك تم إصدار قرار باستدعاء أيمن سوسان السفير السوري في السعودية، دون معرفة موقفه حتى اللحظة. يُذكر أن هذا القرار جاء بعد ساعات من انتشار تقارير عن تسليم واشنطن مذكرة للبعثة السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تنص على تغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو في الأمم المتحدة إلى «بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية»، وأوضحت واشنطن أن القرار اتخذ لأن الحكومة الأمريكية تعتبر أن الحكومة السورية الحالية «غير شرعية». وهو مافسره مراقبون بأن واشنطن مقتنعة بأن سلطة دمشق ستستبدل فريقها الدبلوماسي الحالي بدبلوماسيين جدد موالين لها وذوي خلفية مرتبط بالقاعدة.
وتأتي قرارات سلطة دمشق وسط أزمة سياسية داخلية واقتصادية وعدم قدرة سلطة دمشق على التحول إلى سلطة شرعية يمكن لها أن تقصي سفراء وتعيين آخرين جدد، ووفقاً لـ رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في لقاء اعلامي يوم الأربعاء «البرلمان السوري ليس منتخباً، بل معيناً من قبل الشرع، إذ إن ثلث الأعضاء الذين سيتم اختيارهم من قبل أعيان المناطق لا يمثلون مرحلة مؤقتة ولا حكومة انتقالية، وبالتالي فإن كل ما سيصدر عن هذا البرلمان لا يعني الكثير للشعب السوري، ولا يمثل الغالبية الساحقة من العلويين والدروز والأكراد» يأتي ذلك وسط إدانات دولية للجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها قوات سلطة دمشق بحق أبناء الطائفة العلوية والدرزية في غرب وجنوب سوريا. بالتوازي مع ذلك يؤكد مراقبون على أن النشاط الدبلوماسي لكل من الإدارة الذاتية وقسد، والرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز والمجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، تقوم بجانب مهم من العمل الدبلوماسي السوري الخارجي، حيث تمكنوا من إقامة علاقات دبلوماسية مع العديد من الحكومات والمجتمعات، وبدلاً من استثمار ذلك كمكسب يتم إقصاء هذه الجهات الفاعلة من المشهد السياسي السوري…
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.