جبل الشيخ.. ورقة تفـ.ـاوضية بين الأمن والسيادة في جنوب سوريا
تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا، ولا سيما محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، حراكاً سياسياً وأمنياً متصاعداً مع دخول ملف جبل الشيخ إلى صلب المباحثات الجارية بين أطراف إقليمية ودولية. وتثير هذه التطورات جدلاً واسعاً حول ما إذا كانت المفاوضات تمهّد لتفاهمات مؤقتة أم أنها تحمل في طياتها تنازلات ترتقي إلى مستوى نقل السيادة.
يُعتبر جبل الشيخ موقعاً استراتيجياً بالغ الأهمية، إذ تُعد قممه العالية نقطة تحكّم عسكرية ورقابية، تمنح من يسيطر عليها ميزة ميدانية تتجاوز الحدود السورية لتطال عمق الأراضي اللبنانية والفلسطينية. غير أن البعد الأخطر يتمثل في الجانب المائي، حيث تشكّل سفوح الجبل ومصادره الطبيعية رافداً أساسياً لحوض نهر بردى، وبالتالي للأمن المائي للعاصمة دمشق. أي تغيّر في السيطرة على هذه القمم قد ينعكس بشكل مباشر على حياة ملايين السكان في العاصمة ومحيطها.
في المقابل، تؤكد مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تتمسك بشدة بالسيطرة على المواقع الاستراتيجية في جبل الشيخ، وتعتبرها نقاطاً حيوية لا يمكن التراجع عنها، لما تمثله من ضمانة أمنية أولاً، وعامل ضغط سياسي ثانياً. هذا الموقف يعمّق المخاوف في الداخل السوري من أن تتحول المفاوضات الجارية إلى بوابة لتثبيت وقائع جديدة على الأرض، بما قد يهدد أمن الجنوب وسيادة دمشق على مواردها الطبيعية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.