إلغاء تدريس اللغة الكردية في عفرين ضمن مساعٍ لطـ.ـمس الهوية الثقافية

في خطوة وُصفت بأنها استمرار لسياسة التمييز الثقافي في المناطق السورية المحتلة، ألغت ما تسمى بـ”مديرية التربية والتعليم” التابعة للحكومة السورية المؤقتة تدريس اللغة الكردية بشكل كامل من المناهج الدراسية في مدينة عفرين وريفها، لتُبقي على اللغتين العربية والتركية فقط كلغتين إلزاميتين في المدارس.

وكانت اللغة الكردية تُدرّس خلال السنوات الماضية كلغة رسمية إلى جانب العربية، في إطار الاعتراف بالتنوع اللغوي والثقافي في المنطقة ذات الغالبية الكردية. غير أن القرار الجديد أنهى هذا الحضور بشكل نهائي، ما اعتبره ناشطون ومهتمون بالشأن التربوي خطوة خطيرة تستهدف محو المكوّن الكردي من المشهد التعليمي والثقافي لعفرين.

ويرى مراقبون أن هذا الإجراء يندرج ضمن سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال التركي عبر أذرعها المحلية، ترمي إلى فرض هوية تركية على المنطقة من خلال تغيير المناهج الدراسية وفرض اللغة التركية كلغة ثانية رسمية، إلى جانب ممارسات أخرى تشمل تغيير أسماء القرى والشوارع وطمس الرموز الثقافية الكردية.

وقد أثار القرار موجة استياء وغضب بين الأهالي، الذين أكدوا أن إلغاء اللغة الكردية يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوقهم الثقافية والتعليمية، وتأكيداً على استمرار سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي التي تشهدها المنطقة منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على مدينة عفرين في مارس/آذار 2018.