NORTH PULSE NETWORK NPN

تفكيك خلية داعش في دير الزور: مؤشر على عودة التنظيم أم كبح مبكر للخطر..

 

تأتي العملية الأمنية النوعية التي نفذتها قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور، وأسفرت عن اعتقال ما يُعرف بـ“الأمير العسكري” لتنظيم داعش وعدد من عناصر خليته، في توقيت بالغ الحساسية، وسط مؤشرات متزايدة على محاولة التنظيم إعادة تنشيط خلاياه في شمال وشرق سوريا فالعملية، التي نُفذت بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، لا تكتسب أهميتها فقط من مستوى القيادي المعتقل، بل من طبيعة الشبكة التي كان يديرها، إذ تشير المعطيات إلى أنها كانت مسؤولة عن نسبة كبيرة من الهجمات التي استهدفت قسد خلال الأشهر الماضية، ما يعكس تصاعداً نوعياً وليس كمّياً فقط في تحركات التنظيم

 

ويرى مراقبون أن تنظيم داعش لم يعد قادراً على فرض سيطرة جغرافية كما في سنواته السابقة، إلا أنه يعتمد حالياً على استراتيجية “الضربات الخاطفة” والخلايا الصغيرة، مستفيداً من الفراغات الأمنية، والانشغال السياسي، وتعدّد بؤر التوتر في سوريا.

وتكشف التحقيقات مع الخلية المفككة عن دورها في إدارة شبكات تهريب وتواصل بين خلايا التنظيم في دير الزور ومخيم الهول، ما يؤكد استمرار المخيم بوصفه أحد التحديات الأمنية المعقّدة، إضافة إلى لجوء التنظيم لتكتيك تجنيد الأطفال ضمن ما يُعرف بـ“أشبال الخلافة”، في محاولة لبناء جيل جديد من العناصر على المدى البعيد.

محللون للشان العام يقولون إن الدعم الخارجي حلقة غير معلنة فيما تشير معلومات قسد إلى تلقي الخلية دعماً خارجياً يهدف لإعادة تنشيط خلايا التنظيم وزعزعة أمن المنطقة، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول الجهات المستفيدة من عودة داعش، في ظل استمرار الصراعات الإقليمية وتوظيف الورقة الأمنية في الصراع على النفوذ داخل سوريا.

يرى مراقبون أنه ورغم وصف العملية بأنها “ضربة موجعة” لداعش في دير الزور، إلا أن توقيتها وطبيعة الخلية التي جرى تفكيكها يكشفان أن التنظيم ما زال يمتلك قدرة على التحرك والتنسيق، وإن بشكل محدود وسري.

 

ويرى محللون أن هذه العملية تمثل كبحاً مبكراً لمخطط كان التنظيم يستعد لتنفيذه، لكنها في الوقت ذاته تشكل إنذاراً واضحاً من أن مرحلة ما بعد التحولات السياسية الأخيرة في سوريا قد تشكل فرصة لداعش لمحاولة ملء الفوضى الأمنية، إذا ما لم تُعالج جذور الأزمة بشكل شامل.

وفي ظل هذا المشهد، تبدو المعركة مع تنظيم داعش طويلة الأمد، وتتطلب، إلى جانب العمليات الأمنية، معالجة العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يستغلها التنظيم لإعادة التموضع، فضلاً عن استمرار التنسيق الدولي لمنع عودته كتهديد فعلي للأمن الإقليمي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.