NORTH PULSE NETWORK NPN

ضمن سياسة التضييق على المدنيين … “وتد للبترول” التابعة “لتحرير الشام” تتحكم بأسعار المحروقات في إدلب

مع بداية كل يوم يستيقظ سكان إدلب وريفها على قائمة أسعار جديدة تنشرها شركة “وتد للبترول” التي تتحكم بقطاع المحروقات بالمنطقة بفردها دون منافس، ليس لأنها الأفضل بل لأنها تتبع “لهيئة تحرير الشام” ويديرها قيادي بارز فيها .

“شركة “وتد للبترول” هي الشركة الوحيدة التي تبيع المحروقات لسكان إدلب وريفها وبالسعر الذي تحدده ويديرها “محمد قديد” أو ما يعرف باسم” أبو عبد الرحمن الزربة” أحد أبرز قياديي”هيئة تحرير الشام” وينحدر من بلدة “دركوش” في ريف إدلب الغربي، ويتمتع بمكانة عالية لدى زعيم الجماعة “أبو محمد الجولاني”، بل ويعد الرجل الثاني ويتحكم بجميع الجوانب الاقتصادية بالمنطقة من إدارة المعابرة الحدودية ويملك العديد من مكاتب بيع السيارات والمطاعم والمنتزهات.

تحدد شركة”وتد للبترول” يومياً سعر المحروقات من مازوت وبنزين وغاز وذلك بحسب سعر تصريف الليرة التركبة مقابل الدولار الأمريكي باعتبار أن المحروقات تصل من تركيا عبر معبر “باب الهوى” الحدودي، وفي آخر تسعيرة للمحروقات حددتها الشركة بتاريخ يوم الأحد 15 آب/ أغسطس 2021، فإن سعر لتر البنزين وصل إلى 7.11 ليرة تركية، ولتر المازوت 6.64 ليرة تركية، وإسطوانة الغاز 97 ليرة تركية.

وتعتبر شركة “وتد للبترول” ذات سمعة سيئة بين سكان مناطق إدلب وريفها ولا تحظى بأي ترحيب شعبي ويتهمها الكثير بتلاعبها الدائم بالأسعار وعدم مراعاة الأوضاع المادية للمدنين لاسيما النازحين، وتفرض عليهم أسعار مرتفعة جداً.

“أحمد الحسين” أحد نازحي بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي ويقطن في بلدة أرمناز في ريف إدلب الشمالي، يتحدث في شهادته “لنورث بالس” قائلاً: “عندما يرتفع سعر تصريف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي فإن أسعار المحروقات ترتفع، لكن بعد أن تعود الليرة التركية لسعرها السابق فإن الأسعار لا تعود للانخفاض بل تبقى على حالها بحجة أن شركة “وتد” قامت بشراء المحروقات بسعر الليرة الأول وهذا ما يجعل الأسعار تبقى في ارتفاع دائم دون مراعاة لأوضاع المدنيين”.

مضيفاً، “ليس هذه هي المعضلة فحسب، بل يرتبط سعر المحروقات بأسعار جميع المواد الأخرى وخصوصاً المواد الغذائية والتموينية، إضافة للمواصلات ومياه الشرب وغيرها، فعندما ترتفع أسعار المحروقات فإن الأسعار تصبح جنونية ما يشكل عبء كبير على المدنيين”.

ويشير الحسين، أن النظرة السلبية التي ينظرها سكان إدلب وريفها لشركة “وتد” بسبب هيمنتها على المحروقات وعدم السماح لأي شركة أخرى تنافسها بالمنطقة، وفي الآونة الأخيرة خرجت شركة أخرى ليتبين بعد فترة قليلة بأنها تابعة لشركة “وتد” وهي فقط من أجل نفي تهمة التفرد بالمحروقات عن”وتد.”

كما ويؤكد الحسين، بأنه يمنع على بسطات بيع المحروقات البيع في الشوارع وذلك من أجل توجيه الشراء فقط من شركة”وتد” فهي تفرض نفسها بحماية وغطاء كامل من قبل “هيئة تحرير الشام” التي تسعى بأن تستفيد بأكبر قدر ممكن على حساب المدنيين.

بدوره يقول” سعد جدوع” من بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي وهو سائق سيارة نقل داخلي في شهادته “لنورث بالس” أن شركة “وتد” قيد عمل سائقي النقل الداخلي بسبب غلاء أسعار المحروقات فبالرغم من ضعف الحالة المادية والمعيشية وعدم توفر فرص للعمل فإن أسعار المحروقات تزيد الأوضاع سوءاً بشكل أكبر.

مضيفاً، أن أقل طلب توصيل داخلي يكلفه حوالي 120 ليرة تركية ثمن مازوت مستورد وهو أفضل نوع متواجد، وإذا أراد أن يضع بسيارته نوع آخر أقل جودة فإن ذلك يعني حدوث أعطال بالسيارة وسيتكلف كثيراً لإصلاحها، وهذا ما جعل عمله يتراجع بشكل كبير ولم يعد قادراً على متابعته وأصبح يفكر ببيع سيارته بسبب الارتفاع الدائم بأسعار المحروقات.

ويتابع الجدوع، أن اللافت في الأمر هو أن ترى قيادات “تحرير الشام” ومسؤولي وموظفي “حكومة الإنقاذ” يركبون أفخم السيارات ويتنعمون بالممتلكات بينما يعاني المدني خصوصاً النازح أوضاع مأساوية ولا يكاد يحصل على قوته اليومي.

ويوجه الجدوع جزء اللوم على المدنيين الذين من المفترض أن يكون لهم دور في هذا الشأن وأن يقفوا بوجه هذا الغلاء الفاحش في أسعار المحروقات وبوجه سياسة “تحرير الشام” التي تهدف فقط لجمع المزيد من الثروات على حسابهم.

 

الجدير ذكره أن مسؤول شركة” وتد للبترول” “أبو عبد الرحمن القديد” متهم بكثير من قضايا الفساد وقد اشيع عنه عدة قصص من امتلاكه لعدد كبير من مكاتب السيارات وتحكمه وسرقته من المعابر الحدودية وتمتعه بنفوذ في تركيا حيث أنه منح بطاقة يستطيع من خلالها الدخول لتركيا في أي وقت.

إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.