NORTH PULSE NETWORK NPN

واقع خدمي سيء في ظل سياسة التهميش بحق القرى الكردية في ريف إدلب الجنوبي

نورث بالس – إدلب
في ظل سياسة الإقصاء والتهميش التي تتبعها ” هيئة تحرير الشام ” تجاه القرى الكردية الواقعة في منطقة جسر الشغور جنوب غرب إدلب يعاني سكان هذه القرى واقعاً صحياً وخدمياً وسط عدم اهتمام المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
وهذه القرى هي امتداد لقرى جبل الأكراد الذي يقع القسم الأكبر منه ضمن محافظة اللاذقية وهناك مساحة صغيرة منه داخل محافظتي حماة وإدلب .
أهم هذه القرى هي قرية الكفير بالإضافة إلى بعض القرى الصغيرة المجاورة، وتعاني هذه القرى من سوء الواقع الخدمي والطبي إلى حد كبير ، إذا تفتقر إلى وجود مركز صحي لتلقي العلاجات والإسعافات الأولية كما تعاني من تصدع شبكة الصرف الصحي وتراكم القمامة في نواحي القرية .
هشام ” أحد أبناء قرية الكفير في شهادة له لـ ” نورث بالس ” يقول : “ألجأ عند وقوع أي حالة مرضية إلى الذهاب إلى مدينة جسر الشغور مع العلم أن المنظمات الإنسانية افتتحت مراكزاً صحية في قرى أصغر من قريتنا كما أن جميع المنظمات التي تُعنى بالشأن الطبي تجاهلت مطلبنا بافتتاح مركز صحي”.
وأضاف “أننا نلجأ في أغلب الأحيان إلى جمع القمامة بأنفسنا ونقلها إلى مكبات القمامة في المنطقة بعد أن وصلنا إلى قناعة تامة بأن أحداً لن يولي اهتماماً لنا على عكس ما يفعلون مع بعض القرى الأخرى في منطقتنا “.
وأكّد ” علي السليمان ” أحد أبناء قرية ” دوير الأكراد ” التي تبعد عن مدينة جسر الشغور 15 كيلومتراً والتي تتبع إدارياً لمحافظة حماة أنّه يعاني من المشاكل نفسها وذلك بعد نزوحه إلى قرية الكفير بعد أن اتخذ عناصر ” التركستان ” منزله مقراً عسكرياً إذ أن قرية ” دوير الأكراد” تعتبر خط جبهة مع ” القوات الحكومية “.
واشتكى “السليمان” من غلاء أسعار الدواء في الصيدليات الخاصة، وأكد أنه لم يتلقّى أي نوع من أنواع المساعدات الإنسانية منذ نزوحه وأنه يضطر للعمل بشكل مضاعف ليتمكن من تأمين احتياجات عائلته .
بدوره يتحدث “عمران” ( وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية الكفير) في شهادته لـ ” نورث بالس ” ، بأن الأهالي يعانون جداً من مسألة تردي القطاع الطبي في القرية، فرغم تحملهم أسعار العلاج والأدوية الباهضة، هناك أيضاً تكاليف إضافية وهي تكاليف المواصلات، فأصبح تلقي العلاج لأي نوع من أنواع الأمراض أو حتى الإسعافات الأولية الطارئة هي بحد ذاتها هاجس لدى المدنيين.
ويوضح “عمران” ، أن قرية الكفير بحاجة ماسة على أقل تقدير لوجود مركز صحي أو صيدلية، وأشار إلى أن القرية ليست ضمن اهتمامات الجهات المعنية من “حكومة الإنقاذ” و “هيئة تحرير الشام” .
ويشدد على أهمية الاعتناء بالقرية من الناحية الخدمية فهي ضرورة للحد من الأمراض ويجب تأمين مياه للشرب والاستعمال المنزلي بشكل جيد، وترحيل القمامة عن الشوارع و تجديد أنابيب الصرف الصحي، كذلك يجب أن يكون هناك رعاية صحية لكبار السن بشكل خاص .
ومع كل هذه الخطوات التي يضعها “عمران” لتحسين الواقع الصحي في قرية الكفير والقرى الكردية الأخرى، إلا أنه يتابع قائلاً، “هذه الضروريات تقع على عاتق الجهات المعنية لكنه لا يتوقع أن تنفذ في الوقت الراهن”.
الجدير بالذكر أنه لا تتوفر إحصائية رسمية لعدد سكان جبل الأكراد لكونه يتوزع على ثلاث محافظات، ولكن معلومات المختصين تقدرهم بـ120 ألف نسمة، أغلبيتهم من الكرد متوزعين على أربع عشائر هي: “كيخيا والموشان والعوجان والشيخان”.
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.