ثلوج، صقيع ورياح قوية في مناطق الشهباء.. كيف واجهها مهجّرو عفرين؟
نورث بالس
ازدادت شدة موجة الصقيع والعواصف الهوائية القوية والباردة على مناطق الشهباء في شمال حلب، وتسببت بتدمير المخيمات التي يأوي فيها مهجّرو عفرين، وكذلك بعض المنازل المتصدعة بالأصل، في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الحكومة السورية عليها، وانقطاع المحروقات، رغم النداءات المتكررة لهم بضرورة توفيرها، إلا أنها ما من مجيب لهم.
ورغم حلول فصل الربيع، إلا أن آمال مهجري عفرين تلاشت بالحصول على ولو قليل من الدفء، مع حالة الجو السائدة لمواجهة الرياح القطبية شديدة البرودة، والتي رافقتها هطول الثلوج والأمطار وتدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وحالة الصقيع المنتشرة في المنطقة. وهي حادثة نادرا ما تحدث في مثل هذه الأيام من شهر آذار، ولكن قدر العفرينيين المهجرين من منازلهم وقراهم أن تتضاعف مأساتهم مع الأحوال الجوية المتقلبة، وليزيد من معاناتهم بعد أن هجروا قسراً من ديارهم بفعل العدوان التركي على منطقتهم.
وسط هذا التقلب وعدم استقرار حالة الطقس، ما هي أوضاع أهالي عفرين المهجرين قسراً لمخيمات مناطق الشهباء وقرى ناحية شيراوا بعفرين في شمال شرق سوريا؟
حصص مادة المازوت التي وزّعتها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم عفرين على مهجري عفرين في الشهباء قد نفدت، حتى النفايات والأدوات البلاستيكية والنايلون لم يبقَ منها شيئاً، وسط الغلاء واستغلال التجار للحصار الخانق الذي تفرضه القوات الحكومية على المنطقة، حيث يباع ليتر مادة المازوت الحر بـ 4 آلاف ليرة سورية، فكيف ستواجه العوائل القاطنة في المخيمات والمنازل المدمرة هذه الأوضاع، خاصة تلك التي تضم أطفالاً صغاراً ونساء وكباراً في السن ومرضى؟
خلال رصد شبكة نبض الشمال لأوضاع أهالي عفرين المهجرين لمناطق الشهباء في شمال شرق سوريا، قال “ريزان محمد”، وهو مهجر ويقطن في إحدى المخيمات، إنه طيلة السنوات الأربعة من التهجير القسري واجهوا الكثير من المصاعب والويلات، وسط فقدان أبسط الاحتياجات اليوميّة، من مادة المازوت الأساسية، وصعوبة العيش في الخيم، صيفاً حيث الحر الشديد، وشتاء البرد القارص.
وتابع بالقول “في أواخر شهر شباط؛ كنا نأمل أن ينتهي معه البرد القارص والأمطار الشديدة، إلا أن هذا لم يحدث، على العكس، ازدادت معه موجة البرد والصقيع وكثرت معها معاناتنا وخرجت جميع الأمور عن السيطرة، من تسرب المياه للخيم، تدمير بعض الخيم بفعل الهواء القوي والشديد، إلى جانب إصابة المئات بأمراض الكريب والأنفلونزا بين الأطفال والمسنين، وسط عدم توفر الأدوية وضعف الإمكانيات الطبية”.
من جانبه طالب المهجر “وليد جانيار” من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بضرورة النظر والرأفة بأحوال المهجرين العفرينيين في مخيمات مناطق الشهباء وأشار إلى أن ” مهجرو عفرين يعانون من الكثير من النواقص، إضافة إلى الضغط النفسي والمعنوي، صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً، وموجة الصقيع والبرد المستمر التي هبّت في هذا الشهر وغير المعتادة؛ زادت من حدة المعاناة والنزوح”. وأضاف “على المنظمات الإنسانية السعي لتقديم العون والمساعدات للنازحين وتأمين الظروف الملائمة لعودتهم بسلام وأمان لعفرين”.
بدوره وصف الرئيس المشترك لمجلس إدارة مقاطعة عفرين “محمد نعسو” حالة الطقس في المنطقة بالصعبة، وأن تأثير هذا المنخفض الجوي على مهجّري عفرين في المخيمات والمنازل كان مضاعفاً ومن الصعب تحمله، وأضاف “يعاني مهجرو عفرين من هذه المصاعب منذ نحو خمسة أعوام، إن كان برد الشتاء القارص أو حر الصيف الحارق، والخيم لا تحميهم من شدتها وقوتها”.
ونوَّهَ “نعسو” إلى أن العواصف الهوائية القوية خلفت أضراراً كبيرة لمهجري عفرين، خاصة لدى المقيمين في الخيم، كما تسبب في تداعي بعض المنازل شبه المدمرة التي يقطنها المهجرون، وسط فقدان مادة المازوت في المنطقة، في ظل الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية السورية على منطقة الشهباء.
وتساءل “نعسو” خلال حديثه من المنظّمات الدولية والتي تدعي دفاعها عن الحقوق والإنسان، عن سبب عدم إنصاف مهجري عفرين مع ضحايا الحروب، وخاصة مع لاجئي أوكرانيا اليوم، حيث تتهافت جميع المنظمات والدول إلى مساعدة لاجئي أوكرانيا، بينما تغض الطرف عما يعيشه مهجرو عفرين منذ خمس سنوات، فلم تندد منظمة بما فعله “الاحتلال التركي أو طالبت بمحاسبته، رغم ارتكابه جرائم حرب بحق أهالي عفرين، ولم تنبري واحدة منها إلى تقديم يد العون للمهجرين”، حسب قول “محمد نعسو”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.