NORTH PULSE NETWORK NPN

ماهي الاستراتيجية السياسة الأمريكية الجديدة في سوريا؟

ساد الاعتقاد في الآونة الأخيرة على أن الولايات المتحدة الأميركية فشلت في تغيير الموقف الروسي من قضية المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، فيما بدت كأنها أصيبت الأسبوع الماضي بهزيمة دبلوماسية، إلا أن هذا الوضع يخفي خلفه خطة أميركية أكثر تعقيداً بدأت تطبق منذ الخريف الماضي، وتقوم على منع عودة داعش، ومنع عودة النظام السوري وإضعافه إقتصادياً بشكل أكبر، وتحجيم التحركات التركية في سوريا، ومواصلة دعم قسد في شمال شرق البلاد، ومغاوير الثورة في التنف.

الأولوية هزيمة داعش

وفي هذا السياق، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية للعربية نت: “إن إدارة ترمب والتحالف الدولي كانا واضحين لجهة منع داعش من إعادة تشكيل ذاته، وفي حين تمّ القضاء على الخلافة المزعومة، ما زال هناك الكثير من العمل لضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم”.

كما أشار إلى أنه رغم الهزيمة “ظهر هذا العدو قادرا على إعادة إنتاج قدراته وإن بشكل محدود”.

يلفت هذا التصريح إلى أن تقديرات الأميركيين تشير إلى أن خطر التنظيم الإرهابي ما زال موجوداً ويحتمّ عليهم متابعة العمل على الأرض في سوريا والعراق للتأكد من أن البلدين لن يعودا إلى الوقوع في مأساة ما حدث عندما انتشر داعش بسرعة فائقة على أراضيهما.

دعم شركاء المحليين

إلى ذلك، أشار المسؤول في وزارة الخارجية إلى أن التحالف يتابع نشاطه ويتابع دعم القوات الشريكة له “في العراق وسوريا من خلال مستوى عال من الاستشارات ومشاركتهم معلومات الاستخبارات، والدعم الجوي ومنحهم العتاد”.

وهناك وجه آخر لهذا الحضور العسكري الأميركي، في سوريا تحديداً، يقوم على منع النظام من العودة إلى مناطق خسرها في شمال شرق سوريا.

إلا أن المسؤول اكتفى بالقول “إن مهمة القوات الأميركية في سوريا اليوم، تبقى كما كانت عليه في العام 2014 أي هزيمة داعش”. وأضاف “إن عناصر القوات المسلحة الأميركية يعملون مع قوات محلية موثوقة بما فيها قوات سوريا الديمقراطية في شمال الشرق ومع مغاوير الثورة في منطقة التنف”.

الضغط على النظام لإيصاله مرحلة الانهيار

يبقى أن الأمر الأهم لدى الأميركيين هو متابعة الضغط الاقتصادي على النظام السوري، وفي هذا السياق قال المسؤول في الخارجية الأميركية “إن الولايات المتحدة ومجموعة العمل المصغّرة ودولا مثلها حول العالم تعمل على منع الأسد من الحصول على الموارد المالية التي يستعملها في تمويل حملة العنف والتدمير التي قتلت مئات آلاف المدنيين”.

وأضاف أن “العديد من التقارير تشير إلى أن الأسد ونظامه هما الآن في مرحلة انهيار”.

ويراهن الأميركيون على أن العقوبات التي فرضوها على النظام السوري خصوصاً ما يتضمنه “قانون قيصر” وما سيأتي خلال الأيام والأسابيع المقبلة من تطبيقات عقوبات، سيساهم في خنق النظام ولن تتمكن روسيا القليلة المال، ولا إيران المحاصرة اقتصادياً من مساعدته مالياً، وبالتالي سيضطر النظام ورعاته لاتخاذ قرار استراتيجي بالدخول في مفاوضات جادة لتطبيق القرار الدولي 2254 والدخول في حل سياسي.

لجم التحركات التركية

كل ما يمكن أن يريده الأميركيون الآن هو أن تبقى الأوضاع الميدانية وخطوط السيطرة في مكانها. فالدخول التركي إلى شمال شرق سوريا خلال الخريف الماضي تسبب بضربة للعلاقة بين الأميركيين والأكراد وقوات سوريا الديمقراطية.

وقد أوضح المسؤول الأميركي أن بلاده تتابع “العمل بشكل بناء مع تركيا على قضايا تتعلق بسوريا وتنتظر من أنقرة أن تحترم نص البيان المشترك بين نائب الرئيس الأميركي مايك بنس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتاريخ 17 أكتوبر 2019 بما في ذلك وقف العمليات الهجومية في شمال شرق سوريا”.

هذا التوقف التركي على أهمية عالية للأميركيين، فأهداف إدارة ترمب تتركّز على إنتاج نظام جديد في سوريا وليس فقط خروج بشار الأسد من السلطة، كما تريد أن يخرج الإيرانيون وميليشياتهم من سوريا.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.