NORTH PULSE NETWORK NPN

شـ.ـروط أمريكية تقيـ.ـد الاعتـ.ـراف الدولي الكامل بسـ.ـلطة دمشق

 

 

يشكل إقناع الإدارة الأمريكية الاعتراف بالسلطة الانتقالية السورية مسألة بالغة أهمية لدى الحكام الجدد في دمشق، خاصة مع الأزمة المالية والاقتصادية التي تعانيها الدولة السورية واستمرار العقوبات الغربية عليها، وعدم قدرة الحكومة على تأمين الكثير من الخدمات للمواطنين. وفي هذا السياق قالت سينم محمد (ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في أميركا)، في لقاء اعلامي يوم الأحد، أن لدى أميركا “مخاوف من أن الحكومة السورية والجماعات المتطرفة المحيطة بها لن تجلب السلام إلى سوريا..” وأشارت إلى أن تطبيق الديمقراطية في البلاد يعد من الشروط الرئيسية لنيل الاعتراف. وهو ما تعجز سلطة دمشق عن تحقيقه على مايبدو. وتعليقاً على تشكيل حكومة جديدة في دمشق قالت تامي بروس (المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية) ، أن واشنطن تنتظر من دمشق أن تتخذ المزيد من الإجراءات. وأضافت أن واشنطن تدعو دمشق إلى “الالتزام بقانون حقوق الإنسان والقوانين العامة التي تحكم أي حكومة لائقة، وطبيعة الخيارات التي تتخذها”، مضيفة: “من الواضح أن هناك توقعات لم تتحقق بعد، لذا فنحن ننتظر لنرى ما سيفعلونه”.

 

ويؤكد خبراء في الشأن السوري على أن دمشق لا تزال عاجزة عن الاستجابة للشروط الأمريكية المتمثلة بطرد المقاتلين الأجانب وتأمين حقوق كافة المكونات السورية وضمان أمن دولة إسرائيل، لعوامل ذاتية وموضوعية. وبحسب مجلة “فورين أفريز” تواجه الحكومة السورية الجديدة بقيادة “أحمد الشرع”، تحدياً مزدوجاً لأجل إثبات الجدية في بناء نظام سياسي شامل، والتعامل مع مخاطر تصاعد العنف الطائفي. وأشارت المجلة إلى أن أحداث العنف في الساحل السوري وضعت مصداقيتها على المحك. معتبرة أن مستقبل الحكومة في دمشق مرتبط بقدرتها على الموازنة بين بسط السلطة، واحترام التنوع، وتقديم نموذج حكم يقنع الداخل والخارج..

 

ويرى مراقبون امتناع قبول طلب سلطة دمشق للمرة الثانية الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة داعـ.ـش يعتبر من أبرز تداعيات عجز دمشق عن تلبية المطالب الدولية و”لعدم توافر الأسباب التي تدعو إلى قبوله” وفقاً لما نقلته صحيفة النهار اللبنانية عن مصادر في التحالف. وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة تكمن في المقاتلين الأجانب ضمن المنظومة الأمنية والعسكرية لسلطة دمشق والذين ترى واشنطن أن استمرارهم في مناصبهم “يهدد الأمن العالمي”، حيث تصر دمشق على الاحتفاظ بالقيادات الأجنبية في مناصب عليا في الجيش بشكل يفسر على أنه تحدياً للإدارة الأمريكية. وفي هذا السياق، أكد سيباستيان جوركا (مسؤول مكافحة الإرهاب في أميركا) في مقابلة مع موقع “بريتبارت نيوز” وجود علاقات تاريخية عميقة لسلطة دمشق “بالإرهـ.ـابيين الإسـ.ـلاميين المتـ.ـطرفين” معتبراً ذلك مصدر قلق للإدارة الأمريكية.

 

على صعيد متصل، أقدمت واشنطن على خطوة أخرى عززت من إشكالية شرعية سلطة دمشق في المستوى الدولي، وذلك بعد أن أبلغت واشنطن البعثة السورية في نيويورك من خلال مذكّرة تنصّ على تغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة إلى بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة، مما يعني إلغاء التأشيرات الممنوحة لأعضاء البعثة من فئة G1 المخصصة للدبلوماسيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة والمعترف بحكوماتهم في البلد المضيف، إلى فئة G3 التي تُمنح للمواطنين الأجانب المؤهّلين أممياً للحصول على سمة، من دون أن تكون الولايات المتحدة معترفة بحكوماتهم، وتداولت وسائل الاعلام نص البرقية وجاء في فقرتها الأخيرة: “تتضمن المذكّرة إعلاناً صريحاً ومباشراً بعدم اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالحكومة الانتقالية السورية الحالية، وقد تتبعها خطوات مماثلة لجهة عدم الاعتراف من قبل دول أخرى تشاطر الإدارة الأميركية بعض مشاغلها”.

 

يشير الموقف الأمريكي إلى عدم وجود اعتراف بسلطة دمشق كحكومة شرعية تمثل الدولة السورية، رغم إدارتها للمؤسسات الرسمية وبعض الممثليات الدبلوماسية. ما يعني رفض منح هذه السلطة “مظلّة الاعتراف الدولي التلقائي”. ويرى مراقبون أنه يتعين على مسؤولي السلطة في دمشق فعل ما يلزم لكسب ثقة الإدارة الأمريكية، معتبرين التعامل الإيجابي لدمشق تجاه قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية خطوة في الاتجاه الصحيح، وتساعد على تبديد مخاوف المجتمع الدولي من ماضي حكام مسؤولي السلطة في دمشق، ويتعين الاسنمرار في هذا الاتجاخ مع باقي المكونات السورية…

 

 

نورث بالس

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.