ازدادت في الآونة الأخيرة التقارير التي تتحدث عن قرب انسحاب للقوات الأمريكية من سوريا وتصاعد عمليات تنظيم داعش وبالتوازي مع حملة اعلامية تضليلية من خلال وسائل تواصل اجتماعي مقربة من تركيا وجماعة الإخوان المسلمين وإيران تستهدف قوات سوريا الديمقراطية وتحرض على الكراهية بين مكونات شمال وشرق سوريا. وأوضح عدد من المختصين في الشؤون العسكرية في شمال وشرق سوريا أن الحملة الاعلامية التضليلية حول الانسحاب الأمريكي تعد بمثابة تحريض لخلايا داعـ.ـش وفلول النظام البعثي ومرتزقة الشمال السوري الذين ينحدرون من المنطقة على تصـ.ـعيد هجماتهم ضد الأعيان المدنية والوسائط العسكرية الرسمية لإقليم شمال وشرق سوريا، وبالفعل فقد صعدت تلك الخلايا من هجماتها إلا أن مشاركة المجتمع الأهلي للمؤسسات الأمنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا أفشلت معظمها، لذلك معظم تلك الهجمات تعتمد على إطلاق نار غير دقيق نحو الأهداف ومن ثم الفرار بأقصى سرعة ممكنة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مناطق دير الزور والحسكة شهدت تصاعداً ملحوظاً في نشاط خلايا التنظيم منذ بداية شهر نيسان الجاري، حيث تم تسجيل 13 هجوماً استهدفت قوات سوريا الديمقراطية والمدنيين، مخلفاً ضحايا وخسائر مادية. وأعلنت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا الجمعة، عن اطلاق أمنية بدعم من وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية لتمشيط مخيم الهول ومحيطه، استناداً إلى معلومات دقيقة رصدتها قواتها الأمنية بوجود خلايا منظمة للتنظيم الإرهـ.ـابي داخل وخارج مخيم الهول، تحاول تنشيط خلاياها لضرب أمن واستقرار المخيم ومحيطه. وأسفر اليوم الأول
عن إلقاء القبـ.ـض على عدد من المتـ.ـورطين…
وفي السياق، حذّرت السفارة الأمريكية في دمشق يوم الجمعة، مواطنيها من السفر إلى سوريا، مشيرة إلى وجود “معلومات موثوقة” بشأن احتمال وقوع “هجمات وشيكة” في عدة أماكن، بما في ذلك في الأماكن التي يرتادها السياح بشكل متكرر”، محذرةً من أنه “لا ينبغي اعتبار أي مكان في سوريا آمناً من العنف”، وحثت الخارجية الأمريكية المواطنين على عدم السفر إلى سوريا، نظراً لوجود “خطر كبير للإرهاب، والاضطرابات الأهلية، والاختطاف، وأخذ الرهائن، والنزاع المسلح، والاعتقال التعسفي”.
وقال مسؤولون أمريكيون لوسائل اعلام أن هناك دراسة لإعادة النظر في انتشار القوات الأمريكية في سوريا، فسرتها بعض وسائل الاعلام المناهضة لـ قسد على أنه انسحاب وشيك من سوريا رغم استمرار القوات الأمريكية في استقدام تعزيزات عسكرية شملت أيضاً رادارات وكتل اسمنتية إلى شمال وشرق سوريا، واستبعد خبراء عسكريون أي انسحاب أمريكي جذري من المنطقة وسط أنباء عن حضور عسكري أمريكي قوي في محيط دمشق والبادية، ويرى الخبراء أن تقليص الانتشار الأمريكي في شمال وشرق سوريا يستند بالدرجة الأولى إلى تطور القدرات التكتيكية لقوات سوريا الديمقراطية وتحسن قدرتها الاستخباراتية، ومرونة سلطة دمشق تجاه قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية ومساعي الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة داعـ.ـش من خلال قوات قسد. كما وأكد مسؤولان كبيران في الإدارة الأمريكية لصحيفة “نيويورك تايمز” أن القوات الباقية التي تضم جنوداً تقليديين وقوات خاصة، ستواصل تقديم المساعدة لـقوات سوريا الديمقراطية” في عمليات مكافحة الإرهاب، وفي إدارة العديد من معسكرات الاحتجاز في سوريا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.