السويداء تتـ..ـجاوز موجة العـ.ـنف الطائـ.ـفي وتخـ.ـطو خطوة مهـ.ـمة نحو اللامركزية
يمتاز مجتمع الدروز على غرار المجتمع الكردي في سوريا باتجاهات سياسية متنوعة الأمر الذي يشير إلى وجود قدر من الوعي السياسي على الرعم من أن التنوع قد يجلب أحياناً خلافات غير حميدة في أوقات الأزمات، ويبدو أن مجتمعات السويداء (الريف والمدينة) تمكنوا من امتصاص صدمة العنف الطائفي التي استهدفتهم بدءاً من معارك جرمانا وأشرفية صحنايا قبل نحو أسبوعين، ويعتقد محللون أن هذه التطورات ربما لعبت دوراً في جسر الهوة بين الاتجاهات السياسية المختلفة في السويداء وخاصة بين التيار الذي يؤيد فكر الاتفاق مع السلطة المركزية مقابل تعهدات بحماية الدروز، والتيار الذي يشدد على اللامركزية في ظل انعدام الثقة مع سلطة دمشق ذات التوجه الفئوي السُني، وأصبحت مسألة منع تكرار جرائم الحرب التي وقعت بحق العلويين قي الساحل وحمص وريفها هاجساً مشتركاً لدى كافة قادة السويداء، وهو ما اعتبره المحللون دافعاً حاسماً في عقد الاتفاق الأخير بين مشايخ السويداء وسلطة دمشق.
وشهدت قرية “براق” بريف السويداء، الاثنين، اشتباكات عنيفة بين القوات التابعة (الرديفة) التابعة لوزارة الدفاع لدى سلطة دمشق وفصائل محلية مكلفة بالدفاع عن مناطقها، مما أدى إلى مقتل عنصر من القوات الرديفة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض قرية الثعلة في ريف السويداء الغربي لهجوم بقذائف الهاون مصدرها المجموعات الرديفة لقوات الأمن العام، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات مع تلك المجموعات والمحليين من أبناء السويداء على محاور الثعلة وأم ولد والدارة.
ورجح “معهد دراسات الحرب والسلام” الأمريكي في تقريره الدوري يوم الثلاثاء، سماح سلطة دمشق للفصائل المسلحة في السويداء بالاحتفاظ بالأسلحة الثقيلة، على الأقل في المدى القصير، بالإضافة إلى دمج مقاتلي السويداء في أجهزة أمن الدولة يندرج في مسعى لبناء الثقة بين الطرفين. من جانبهم ترى الفصائل الدرزية احتفاظهم بأسلحتهم الثقيلة ضمانة للدفاع عن أنفسهم في مواجهة سلطة دمشق أو المجموعات المحسوبة عليها. في حال تقويض الاتقفاقية وتعرضهم لهجوم مفاجئ خاصة مع بروز جماعات إسلامية متشددة في ريف درعا هاجمت القرى الدرزية في أرياف السويداء للشمالية والغربي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن جماعات سُنية محتـ.ـملة مسلحة، واصلت الهجمات التي تستهدف السكان الدروز في محافظة السويداء. وأشار “معهد دراسات الحرب والسلام” إلى أن “الميليشيات السنية من خارج محافظتي درعا الشرقية والسويداء تحاول إثارة المشاعر المعادية للدروز ومهاجمة المناطق الدرزية في غرب السويداء”. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الميليشيات السنية سافرت إلى ريف درعا الشرقي لمهاجمة البلدات الدرزية من التلال القريبة حيث استخدمت قذائف الهاون والأسلحة الصغيرة وحاولت حشد السكان المحليين ضد الدروز في القرى ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي. من ناحية أخرى يشير الاعلان الدستوري الذي طبقته سلطة دمشق، إلى وجود مسعى لدمشق من أجل زيادة سيطرتها تدريجيًا على المناطق الدرزية على المدى الطويل في سياق مشروعها لبناء نظام مركزي طائفي (سُني) وفرض هيمنته على كامل الجغرافيا السورية، واحتفاظ الدروز بأسلحتهم يعيق تماماً هذا المشروع. لذلك يرجح تعقد الأوضاع بوتيرة أكبرقي الاسابيع المقبلة، ورغم ذلك فقد تمكن المجتمع المحلي من تخطي أول خطوة نحو اللامركزية…
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.