تعيين مجـ.ـرم حـ.ـرب مسؤولاً في المنطقة الشرقية يعطي زخـ.ـماً لنشـ.ـاط خـ.ـلايا داعـ.ـش في ديرالزور
لاقى تكليف وزارة الدفاع لدى سلطة دمشق زعيم مرتزقة “أحرار الشرقية” والعنصر السابق في تنظيم داعـ.ـش المدعو “أحمد إحسان فياض الهايس” الملقب بـ “أبو حاتم شقرا”، بقيادة الفرقة (86)، المكلّفة بمتابعة العمل في قطاعات تشمل محافظات ديرالزور والرقة والحسكة استنكاراً واسعاً من قبل المنظمات الحقوقية وأهالي إقليم شمال وشرق سوريا، وسط دعوات لتقديمه إلى المحاكم المختصة لمحاكمته بشكل شفاف وعادل. وتأتي هذه الخطوة في تحد واضح لأهالي الضحايا من المواطنين السوريين الذين فقدوا حياتهم أو تم تعذيبهم أو خطفهم من قبل “أبو شقرا” الذي يحمل سجلاً حافلاً بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، واتهمته الولايات المتحدة في العام 2021 بالتورط المباشر في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ومن أبرز تلك الاتهامات:
• الإشراف على عمليات إعدام ميدانية في سجن أحرار الشرقية قرب حلب.
• الانخراط في الاتجار بالأطفال والنساء الإيزيديات.
• ضم فصيله عناصر سابقين في تنظيم “داعـ.ـش”.
• والجريمة الأبرز تورطه المباشر في استشـ.ـهاد السياسية الكردية والأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل “هفرين خلف” ومرافقيها، ووصفت المصادر الغربية الجريمة على أنها “جريمة حرب” بموجب القانون الدولي وفقاً لموقع “RIC- عربي”، والتي بموجبها فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على أبو شقرا ومتزعمين آخرين من مرتزقة تركيا.
وتشهد المناطق التي كلف أبو شقرا بمتابعتها نشاطاً ملحوظاً لخلايا تنظيم داعـ.ـش، والخلايا الموالية لتركيا التي تحاول خلق فتنة بين المكونين الكردي والعربي، وتزامن تعيين أبو شقرا تصعيد خلايا التنظيم هجماته على الأعيان المدنية والنقاط العسكرية لقوات حفظ الأمن وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبشكل خاص في مقاطعة ديرالزور، حيث أحصى المرصد السوري 79 عملية قامت بها خلايا داعـ.ـش ضمن مناطق الإدارة الذاتية منذ مطلع العام 2025، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات كباشرة، حيث تم تسجيل 66 عملية في ديرالزور وحدها. كما أدى عودة المئات من عناصر فصيل أبو شقرا إلى محافظة ديرالزور إلى تدهور في الوضع الأمني فيها. الإمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول هدف سلطة دمشق من توقيت تعيينه.
وتعليقاً على خطوة سلطة دمشق، قال مدير مركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية “فرهاد شامي” إن تعيين المجرمين أمثال “أبو حاتم شقرا” وغيره في أماكن حساسة في سوريا الجديدة “خطوة سلبية وغير مقبولة ومن شأنها تلويث مؤسسات الدولة”. وأكد أن مكانه خلف القضبان وليس المؤسسات الرسمية، وأضاف “لا يمكن لمجرم مطلوب داخلياً ومُعاقب دولياً بسبب سمعته السيئة أن يشغل مكان مجرمين سابقين، بل لا بد أن يلحق بهم ويلاقي مصيرهم”.
وفي السياق، يربط المختصون في شؤون الجماعات المتطرفة بين توقيت تكليف أبو شقرا بمنصبه الجديد وتكليف مسؤول لجنة متابعة تنفيذ اتفاق آذار بين قيادة قسد وسلطة دمشق بمنصب رئيس المخابرات العامة، وتصاعد هجمات خلايا داعش في شرقي الفرات. وخلال اليومين الماضيين استهدفت خلايا تابعة التنظيم محطة محروقات في بلدة الحوايج بريف دير الزور الشرقي، وذلك بسبب امتناع صاحبها عن دفع “الزكاة السلطانية”، دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا. كما استهدفت الخلايا بالأسلحة الرشاشة، منزل شخص يملك محالاً تجارية في بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي، وذلك بسبب امتناعه عن دفع “الزكاة السلطانية”، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح. ومساء الأربعاء، أعلنت قسد عن تمكن قواتها من إحباط هجومين منفصلين لخلايا “داعـ.ـش” على نقطة لقوى الأمن الداخلي ببلدة “ذيبان”، بريف دير الزور الشرقي، وهجوم آخر تم فيه استهداف سيارة عسكرية تابعة لقوات الحماية الذاتية ببلدة “جديدة عكيدات”، بريف دير الزور الشرقي أيضاً، حيث استهدفتها بسلاح “آر. بي. جي”، وأجبر الرد السريع من قبل قوات قسد الخلايا المهاجمة على الفرار ووقع إصابات في صفوفهم.
وفي سياق زيارة رئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع” إلى العاصمة الفرنسية باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي: “عرضتُ على الشـ.ـرع التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة تنـظيـ.ـم داعـ.ـش…”، وأكد ماكرون على أهمية التعاون مع سوريا لمواصلة التصدي لتنظيم داعـ ـش، لافتاً إلى أن وجوده في سوريا تهديد للسلام والأمن الدوليين.
وفي التقرير الدوري لـ “معهد دراسات الحرب والسلام” نم التأكيد على أن تعيين قادة مؤثرين لجماعات مسلحة متهمين بانتهاكات حقوق
الإنسان في مناصب بالجيش السوري، يُخاطر بنفور المكونات السورية الأخرى من سلطة دمشق. وأشار التقرير إلى أن شقرا يمتلك خبرة محدودة في قيادة القوات في القتال، وليس من الواضح ما هي المؤهلات العملية التي يمتلكها كقائد فرقة، إلا أنه يمتلك عدداً كبيراً من المقاتلين و”شبكة تشبه المافيا” يمكن أن تفيد الشرع وفقاً للتقرير. واتهم التقرير سلطة دمشق بتعيين العديد من قادة الجيش الوطني السوري المتهمين بانتهاكات حقوق الإنسان في قيادات رفيعة المستوى داخل الجيش الجديد، بمن فيهم قائد سليمان شاه أبو عمشة، وقائد فرقة حمزة سيف أبو بكر، وقائد السلطان مراد فهيم عيسى. ورجّح التقرير أن تهدد انتهاكات شقرا وقادة الجيش الوطني السوري الآخرين السابقة ضد الأقليات في شمال شرق سوريا، مثل السكان الأكراد واليزيديين، جهود الشرع لتوسيع وإضفاء الشرعية على السلطة المركزية على سوريا على المدى الطويل، حيث يخاطر الشرع بتعطيل مفاوضات دمشق وتعاونها مع المجتمعات التي تحتاج إلى دعمها، مثل الكرد.
ويرى مراقبون أن تعيين مجـ.ـرم حـ.ـرب مثل أبو شقرا مسؤولاً في المنطقة الشرقية يعطي زخـ.ـماً لنشـ.ـاط خـ.ـلايا داعـ.ـش في ديرالزور. وتحاول هذه الخلايا الإرهابية خلال الأيام الماضية إثارة الفوضى وزعزعة أمن واستقرار مناطقنا، من خلال شن هجمات مباغتة وغادرة على نقاط قواتنا، إلا أن يقظة وحذر قواتنا تحبط كل الهجمات وردتهم على أعقابهم…
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.