NORTH PULSE NETWORK NPN

مـ.ـوجة جفاف غير مسبـ.ـوقة تهـ.ـدد بتـ.ـفاقم أزمـ.ـة الأمـ.ـن الغذائي في سوريا

 

 

تشهد سوريا موجة جفاف غير مسبوقة منذ تدهور الهطولات المطرية بدءاً من العام 2007م، والذي تسبب بتراجع حاد في الغطاء النباتي وتدهور بيئي في مختلف المناطق، الأمر الذي ترك آثاراً خطيرة على الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بالدرجة على الاقتصاد الزراعي، لتتسبب الأزمة السورية بتفاقم الأزمة بدرجة أكبر. وفي هذا السياق، قالت منظمة “الأغذية والزراعة” و”مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية” وبرنامج “الأغذية العالمي” في بيان مشترك، إن نقص الأمطار الشتوية خلال موسم 2024-2025، أدى إلى فشل شبه كامل في إنتاج القمح، ما ينذر بعجز يقدر بـ2.73 مليون طن متري، أي ما يعادل الاحتياج الغذائي السنوي لأكثر من 16.25 مليون شخص. يأتي ذلك وسط معاناة نحو 14.5 مليون سوري حالياً من انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه 5.4 ملايين خطر الجوع، وفق تقديرات المنظمات الدولية.

 

على صعيد متصل، حذرت دراسة علمية جديدة نُشرت في مجلة Nature من أن تغيّر المناخ سيشكل تهديداً وجودياً للمنتجات الزراعية حول العالم. وتؤكد الدراسة، التي أنجزها فريق دولي من الباحثين في جامعة ستانفورد، على إن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة يقابله تراجع القدرة الإنتاجية الغذائية العالمية بمعدل 120 سعرة حرارية يومياً لكل فرد، أي ما يعادل وجبة إفطار كاملة، الأمر الذي قد يتسبب بأزمة غذاء عالمية غير مسبوقة. وتوقعت الدراسة تراجع إنتاجية محاصيل أساسية مثل: الذرة، القمح، الأرز، فول الصويا، الكسافا، والذرة الرفيعة على مستوى العالم، وبحلول عام 2050 ستؤدي التغيرات المناخية إلى انخفاض متوسط في غلال المحاصيل بنسبة 8% عالمياً، بغض النظر عن وتيرة خفض الانبعاثات الغازية وفقاً للدراسة التي أكدت أن معالجة أسباب كلاً من: الفقر، وفشل الأسواق، والأخطاء البشرية، وصعوبة تغيير السلوك الزراعي بوتيرة سريعة من الأمور التي تُمكن الإنسان من التكيف مع الواقع المناخي الجديد.

 

وأشارت مصادر في مديرية الزراعة في السويداء، بتكبد المزارعين خسائر فادحة في الموسم الزراعي. ووفق أرقام مديرية الزراعة تمت زراعة 3838 هكتاراً من القمح البعلي في أرياف السويداء، بنسبة تنفيذ لا تتعدى 11% من الخطة المقررة (34,065 هكتاراً). أما القمح المروي، فبلغت المساحات المزروعة به 666 هكتاراً، بنسبة تنفيذ 78% من المخطط. وفي ظل تدهور موسم القمح البعلي حافظ القمح المروي نسبياً على إنتاجه لهذا الموسم بـ 1500 طن فقط، وهو ما يمثل تراجعاً حاداً بالمقارنة مع مواسم سابقة. ففي عام 2024، بلغ إنتاج السويداء من القمح حوالي 18402 طناً، ومعظمها من الزراعة البعلية. حيث بلغت نسبة العجز في كميات الأمطار هذا العام حوالي 59% عن المعدل السنوي الطبيعي، وهو ما يفسّر بشكل مباشر الانهيار شبه الكامل في إنتاج القمح البعلي في محافظة السويداء.

 

وفي مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، على الرغم من التراجع الملحوظ في إنتاج هذا الموسم نتيجة التحديات المناخية والاقتصادية التي أثرت سلباً على القطاع الزراعي. يبدو الموسم الحالي في أدنى حدوده المقبولة، حيث تم حتى الآن استلام ما يقارب 95 ألف طن من القمح. وأكدت لجنة الصوامع والمطاحن في مجلس الاقتصاد والزراعة بمقاطعة الجزيرة على امتلاء 3 من الصوامع الرئيسية في المقاطعة، وهي: صومعة حطين، صومعة عامودا، وصومعة ديرك، والتي تبلغ القدرة التخزينية لكل منها نحو 12 ألف طن. بالتزامن مع استمرار استلام المحصول من المزارعين في 10 مراكز محددة مسبقاً من قبل الإدارة الذاتية. وأكدت اللجنة على ارتفاع «وتيرة التوريد خلال الأسبوع الأخير بالتزامن مع انتهاء أغلب المزارعين من الحصاد…». وفي مقاطعات الرقة والطبقة وكوباني، بلغت كميات القمح المستلمة حتى الآن أكثر من 125 ألف طن، وسط توقعات بارتفاع الكمية إلى نحو 400 ألف طن مع نهاية الموسم بحسب الإحصاءات الرسمية. وتؤكد مصادر في هيئة الزراعة والري على ضعف انتاجية موسم القمح لهذا العام نسبياً مقارنة بالعامين الماضيين، خاصة في مناطق شمال وشرق سوريا التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة البعلية والري المحدود…

 

نورث بالس

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.