NORTH PULSE NETWORK NPN

عفرين: الزيتون يتحول إلى غنيمة بيد الفصـ.ـائل

 

منذ احتلال عفرين عام 2018 يعيش أهلها واقعاً قاسياً يتسم بالتهجير والنهب وحرمان السكان من مصادر رزقهم الأساسية، وعلى رأسها محصول الزيتون الذي يمثل العمود الفقري لاقتصاد المنطقة. ورغم الوعود المتكررة بفرض إدارة مدنية تضمن الأمن والعدالة، ما زالت الانتهاكات مستمرة، ما يضاعف من معاناة الأهالي الذين ينتظرون مواسمهم الزراعية على أمل تعويض سنوات الخسارة.

أفادت مصادر محلية أن مرتزقة يتبعون لجيش الاحتلال التركي تحت مسمى “فرقة المعتصم” اقتحموا يوم أمس قرية زعرة التابعة لناحية بلبله، وهددوا الأهالي لمنعهم من التوجه إلى حقول الزيتون وجني محاصيلهم، خصوصاً أولئك الذين عادوا إلى قريتهم قبل عامين.

وبحسب الأهالي، أعلن الفصيل أن محصول الزيتون لهذا العام هو من حصته، ملوّحاً بالسلاح، في خطوة أثارت سخطاً واسعاً داخل القرية، في ظل غياب أي تدخل من ما تُسمى الحكومة الانتقالية التي تزعم تولي إدارة عفرين.

وأكد عدد من المزارعين أنهم تكبدوا ديوناً كبيرة خلال العامين الماضيين لتأمين تكاليف حراثة الأراضي وسقايتها وتقليم أشجارها، على أمل أن يغطي الموسم الحالي هذه الأعباء، باعتبار أن الزيتون يثمر عادة كل عامين.

وأشار الأهالي إلى أن عناصر الفصيل انتشروا في الأراضي برفقة مخبرين لوضع علامات وإجراء إحصاء للمحصول، ومنعوا أصحاب الأراضي من الاقتراب حتى يتم الاستيلاء الكامل على الثمار.

ولفتت المصادر إلى أن محاولات بعض السكان تقديم شكاوى إلى ممثلي الحكومة الانتقالية قوبلت بالاستهزاء والتهديد، حيث واجهوا برد ساخر مفاده: “الموسم سنأخذه غصباً عن الجميع”، في إهانة مباشرة للجهات التي تدّعي إدارة المنطقة.

ويرى مراقبون أن إعلان الحكومة الانتقالية في شباط الماضي عن توليها إدارة عفرين لم يتعدّ كونه خطوة شكلية استعراضية، مع استمرار غياب المحاسبة والعدالة، ما يترك الأهالي في مواجهة مفتوحة مع الفصائل المسلحة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.