ضمن اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وحكومة دمشق في 10 آذار، أكد الجانبان على أهمية دمج القوات العسكرية وتوحيد جهود الدفاع، إلا أن الأخيرة تسعى إلى حلّ الأولى، تحت مسمى الدمج.
الباحث السياسي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية مختار غباشي، يرى أن ” الحديث عن حلّ قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا ليس واقعياً، وأن الخيار الأمثل يتمثل في الدمج الديمقراطي لهذه القوات داخل الجيش السوري”. ويؤكد أن التجربة التي راكمتها قسد خلال أكثر من عقد تجعلها أحد الأعمدة الأساسية لأي جيش وطني مستقبلي.
يقول غباشي إن التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية يجب أن يكون من زاوية دمجها في المنظومة العسكرية السورية، لا حلّها أو تفكيكها. ويضيف أن هذا الدمج يمكن أن يأخذ شكلين: إما أن تُحافظ قسد على كتلتها كقوة منظمة ضمن الجيش، أو أن يتم توزيع مقاتليها على مختلف الألوية والتشكيلات العسكرية المنتشرة في البلاد. وفي كلتا الحالتين، يشدد على أن مهمتها لا ينبغي أن تقتصر على حماية إقليم شمال وشرق سوريا، بل أن تنخرط في الدفاع عن مجمل التراب الوطني.
ويؤكد غباشي، إن سوريا ستستفيد بشكل واسع من دمج قوات سوريا الديمقراطية، كونها قوة مدربة وخاضت معارك كبرى ضد داعش وغيره من المسلحين منذ عام 2011 وحتى اليوم. ويصفها بأنها “إضافة نوعية” إلى الجيش السوري، لأنها أثبتت قدرتها على حماية مناطق واسعة بموارد محدودة، وفرضت الاستقرار في بيئة مضطربة.
ويشدد غباشي على أن قسد تمثل نموذجاً فريداً في الانضباط والتنظيم، وإن أميز ما فيها أنها استطاعت ان تخلق لنفسها قوة تفرض شكل من أشكال الإيمان والحماية لإقليم شرق واشمال سوريا، إذ تمكنت من الصمود أمام تنظيمات مسلحة عديدة، كما واجهت الجيش التركي في أكثر من موقع. هذه الخبرات المتنوعة، برأيه، ستجعلها قوة لا غنى عنها داخل الجيش السوري إذا ما تم دمجها بطريقة عادلة.
واختتم غباشي حديثه بأنه إذا استطاعت الدولة السورية أن توفر شكل من أشكال الأمان لمكونات الشعب السوري وأن يكون هناك شكل من أشكال العدالة في التوزيع والتأمين لهذه المكونات، لاستطاعت أن نخرج بنموذج أمثل لبناء جيل سوري وطني قادر على أن يواجه تحديات كبيرة جداً على نطاق الاقليم وعلى النطاق الدولي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.