NORTH PULSE NETWORK NPN

قـ.ـلق عراقي من تزايد نشاط عنـ.ـاصر د|عـ.ـش العراقيين في مناطق سيـ.ـطرة سلـ.ـطة دمشق

استقبل رئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع” في دمشق يوم أمس الخميس، رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، وذلك لمناقشة القضايا الأمنية المشتركة بين الطرفين. وتعد هذه الزيارة الثالثة من نوعها منذ سيطرة “هيئة تحرير الشام” على السلطة في دمشق. وقالت الوكالة الرسمية العراقية للأنباء (واع)، أن الشطري اتفق مع الشرع على “زيادة التعاون الأمني لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”. وأشارت الوكالة إلى أن الزيارة جاءت بتوجيه من رئيس الوزراء العراقي لمناقشة «مواضيع أمن الحدود ومكافحة الإرهاب وأوضاع الجالية العراقية في سوريا». وبحسب المعلومات التي تتداولها المصادر العراقية هناك قلق عراقي كبير من تصاعد نفوذ تنظيم داعش في مناطق سيطرة سلطة دمشق، والتي تشكل قواعد تدريب ودعم لوجستي ومراكز تخطيط لشن هجمات في الأرياف الجنوبية لإقليم شمال وشرق سوريا، وخشية العراق من تمدد هذه الهجمات إلى الداخل العراقي، وذكرت المصادر أن المخاوف العراقية ازدادت بعد إلقاء القبض أو قتل عدداً من القيادات العراقية في الشمال السوري وداخل مخيم الهول من قبل قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، وفي هذا السياق أكد عدد من الباحثين والمختصين في شؤون الجماعات الإرهابية على أن داعش سيعمل على الاستفادة من الفراغ الأمني الذي قد يخلفه انسحاب القوات الأمريكية من وسط العراق، يأتي ذلك بعد تداول مصادر أمنية لأنباء تفيد بعدم إلتزام سلطة دمشق بالتفاهم الذي تم بين بغداد ودمشق بأن لا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر، وذلك بعد القبض على عدد من المسلحين السوريين في العراق كانوا يحملون بطاقات هوية وطنية عراقية مزورة.

وفي السياق، كشف عبد الرحمن الجزائري (القيادي في الحشد الشعبي) أن «لديهم أدلة على تزويد مسلحين سوريين بهويات عراقية مزورة» وقال في حديث لقناة “روداو” يوم الخميس «لدينا أدلة على أن عدداً من المسلحين الأجانب قد تم جمعهم في المناطق المحيطة بإدلب في سوريا، وفي حالة الفوضى وتدهور الوضع في العراق، سيتجهون إلى العراق، وهذا يعني أن داعش سيعود إلى العراق مرة أخرى»، وذلك تعليقاً على مشروع قانون الحشد الشعبي الذي تم سحبه من مجلس النواب العراقي تحت ضغط أميركي. وأوضح الجزائري أن “هنالك في منطقة إدلب واللاذقية أكثر من 5 الاف مقاتل من افغانستان وباكستان وافريقيا وغيرها يتدربون، وهو جزء من مشروع داعش بوجهه الثاني». وأكد أنهم يمتلكون أدلة على أن «مسلحين أجانب قد تم تزويدهم بهويات ووثائق عراقية مزورة، وفي الأيام القليلة الماضية تم القبض على عدد من المسلحين السوريين في العراق كانوا يحملون بطاقات هوية وطنية عراقية مزورة».

ويؤكد موقع “نورديك مونيتور” أنه حصل على وثائق «تثبت وجود تعاون سري للقوات التركية مع جماعات جهادية في الخارج لتحقيق أهداف سياستها الخارجية، لا سيما في سوريا عقب اندلاع الحرب الأهلية عام 2011»، ووفقاً للتقارير الأخبارية التي ترصد نشاط التنظيم، زادت خلاياه من تحركاتها في مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري وكذلك في المناطق التي يسيطر عليها أحد أبرز متزعمي الفصائل الموالي لها “أحمد الهايس” (حاتم أبو شقرا) القيادي السابق في داعش، في الضفة الغربية لنهر الفرات في محافظة ديرالزور الخاضعة لسيطرة سلطة دمشق، ففي 24 آب الجاري أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن قواتها صدت هجوماً نفذته مجموعات مسلّحة تابعة لسلطة دمشق استهدفت نقطة عسكرية لقوات مجلس الكسرة العسكري في بلدة الجنينة بريف دير الزور الغربي، مستخدمةً سلاح BKC وطائرة مسيّرة. أسفرت عن إصابة 5 من مقاتلين قسد وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المهاجمين الذين فروا إلى مناطق سيطرة السلطة في ريف ديرالزور الغربي، ووصف بيان المركز الاعلامي لقسد العملية بأنها «محاولة يائسة لإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن في المنطقة بالتزامن مع تصعيد تنظيم داعش الإرهابي لهجماته» وأضاف «نحمّل حكومة دمشق المسؤولية المباشرة عن أفعال هذه المجموعات، وندعوها إلى لجم عناصرها ووقف اعتداءاتهم فوراً». وبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان نفذت خلايا التنظيم 164 عملية ضمن مناطق الإدارة الذاتية منذ مطلع العام 2025، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بينهم مدنيون كان 138 عملية منها في ديرالزور المتاخمة للحدود العراقية. من جانبه أكد اسكندر عيسى (الرئيس المشارك لهيئة الداخلية في مقاطعة الرقة) على أن تنظيم داعش بدأ يعزز نشاطه في المنطقة بعد سقوط النظام السابق «نتيجة خروج عدد من عناصره من السجون» وقال عيسى في لوكالة “نورس برس” الثلاثاء الفائت، إن هذا الأمر دفعهم إلى فرض حظر تجوال جزئي في مدينة الرقة بعد ازدياد نشاط خلايا تنظيم داعش في المدينة، وأوضح أنه «تم رصد تحركات من قبل خلايا التنظيم بدأت في الأرياف، ثم انتقلت إلى استغلال الكثافة السكانية في مدينة الرقة، حيث بدأ التنظيم بتنشيط عملياته».

على صعيد متصل يشكل مخيم الهول أحد الهواجس الأمنية لدى العراق خاصة بعد أن طالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا سلطة دمشق بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا المخيم بالتوازي مع الضغوط التركية لتسليم المخيمات ومراكز احتجاز العناصر الخطرة إلى دمشق، وهو ما يرفضه العراق ضمناً حيث يستمر التنسيق مع كل من الإدارة الذاتية والتحالف الدولي على إعادة اللاجئين العراقيين والعناصر غير الخطرة إلى العراق، وقالت جيهان حنان، الرئيسة المشاركة لمخيم الهول، في تصريح اعلامي أنه حتى الآن غادر ما يزيد عن 20 ألف لاجئ عراقي مخيم الهول، بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وبقي ما يقارب 6 آلاف لاجئ عراقي يقطنون المخيم بالوقت الحالي، مشيرة إلى عدم وجود جدول زمني محدد لعملية إخلاء المخيم بشكل كامل، وأوضحت أن الإدارة الذاتية تعمل على تقليصه من حيث العدد إلى أقل حد ممكن «مع احتمالية بقاء عدد من اللاجئين ممن لا يرغبون بمغادرة المخيم»، مؤكدة أن إدارة المخيم لن تجبر أي شخص على المغادرة رغماً عنه. من جانبها تعمل الحكومة العراقية على إغلاق هذا المخيم بدلاً من تسليمه لسلطة دمشق، وفي هذا السياق كشف القائم بالأعمال المؤقت في سفارة جمهورية العراق بدمشق، ياسين شريف الحجيمي، أن من المقرر أن تحتضن نيويورك مؤتمراً دولياً برعاية العراق لتفكيك مخيم الهول في سوريا. وفي تصريح لقناة “رووداو”، الأربعاء الفائت أكد الحجيمي على وجود جهود دبلوماسية عراقية لحل قضية مخيم الهول الذي يضم رعايا أجانب من عائلات تنظيم داعش. وأكد الحجيمي أن وزارة الخارجية العراقية وجهت دعوات لعقد مؤتمر دولي حول مخيم الهول يوم 26 من شهر أيلول القادم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشدداً على «ضرورة إعادتهم إلى بلدانهم» وأوضح الحجيمي خلال حديثه، أن الهدف من المؤتمر هو «تفكيك الخلايا الموجودة بداخل المخيم، التي تنشئ خلايا خاصة من أبناء من يسمون (أشبال الخلافة)».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.