في مشهدٍ يجسّد أقصى درجات الانحطاط الأخلاقي، خرج العشرات من المستوطنين الذين جلبتهم الدولة التركية إلى مدينة عفرين المحتلة في مظاهرات أعلنوا خلالها رفضهم عودة أهالي المدينة الأصليين، الذين هجّروا منها قسراً بفعل الاحتلال التركي ومرتزقته.
ورفع المستوطنون، ومعظمهم من عوائل المرتزقة وعناصر تنظيم داعش السابقين، شعارات ترفض إعادة المهجرين الكرد إلى ديارهم، في تأكيد جديد على النهج العنصري الذي تعمل أنقرة على ترسيخه في المناطق المحتلة من شمال سوريا.
مصادر محلية أكدت أن هؤلاء المستوطنين يعيشون على خيرات عفرين، حيث يسيطرون على بساتين الزيتون والمحال التجارية والمنازل المصادرة، ويفرضون الإتاوات على الأهالي القلائل الذين بقوا في المنطقة.
ويؤكد مراقبون أن ما يجري ليس تصرفاً فردياً، بل مخطط تركي ممنهج يرمي إلى منع عودة السكان الأصليين الكرد، وتثبيت سياسة التغيير الديمغرافي التي تمارسها أنقرة منذ احتلالها لعفرين عام 2018، بهدف القضاء على الهوية الكردية وتحويل المنطقة إلى قاعدة نفوذ دائم للدولة التركية.
كما تشير المعلومات إلى أن الاستخبارات التركية تشرف بشكل مباشر على تنظيم هذه المظاهرات والتحريض ضد أهالي عفرين الأصليين، في محاولة لخلق واقع اجتماعي جديد يشرعن الاحتلال ووجود المرتزقة على أرض المدينة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.