NORTH PULSE NETWORK NPN

الحسكة.. مقتل العشرات من عناصر “داعش” وسط استمرار الاشتباكات في محيط سجن الصناعة وانتشار مدرعات لقوات التحالف

نورث بالس

تدور اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية ومجموعات من خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي في عدة جيوب ومناطق في حيي الزهور والباعر بمدينة الحسكة، شمال سوريا.

وشن تنظيم “داعش” الإرهابي في تمام الساعة الثامنة من مساء أمس هجوماً على سجن الصناعة بمدينة الحسكة، عبر تفجير سيارة مفخخة عند محطة “سادكوب” للمحروقات بعد فشلهم في الوصول إلى البوابة الرئيسية للسجن، ما أدى إلى احتراق ثلاثة صهاريج محملة بالمحروقات. فيما فجروا دراجة نارية في محيط السجن، في مسعى لاقتحامه وإطلاق سراح عناصره المعتقلين.

تزامن هذا التحرك مع استعصاء لعناصره داخل السجن، حيث أحرقوا عدة غرف داخل السجن، مستخدمين البطانيات والمواد البلاستيكية، وكسروا أبواب بعض الغرف في محاولة للهروب.

لكن قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي تدخلت على الفور، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين داخل السجن وفي محيطه، فيما قتل أحد عناصر فوج الإطفاء وجرح آخر.

وانتشر عناصر التنظيم الإرهابي داخل حيي الزهور والباعور، واستخدموا المدنيين دروعاً بشرية لهم، ما حدا بقوات سوريا الديمقراطية إلى التريث والتعامل بحذر معهم، حسب بيان صادر عن المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مساء أمس.

واستقدمت (قسد) مزيداً من التعزيزات إلى محيط السجن، وفرضت طوقاً كاملاً عليه، وقال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد الشامي في تصريح لفضائية روناهي إن قواتهم فرضت سيطرتها على كامل السجن، فيما كانت تدور اشتباكات متقطعة في محيطه وفي حيي الزهور والباعر. وأكد أن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لهم، وبمشاركة من قوات الأمن الداخلي (الأسايش) بدأت حملة تمشيط داخل السجن.

وفي إحصائية أوردتها قوات الأمن الداخلي عبر بيان لها، ذكر أنه نتيجة الاشتباكات “جُرِحَ ٧ أعضاء من قواتهم وإستُشهِدَ العضو “خالد عليوي”، بالإضافة إلى استشهاد ٣ مدنيين قامت مرتزقة داعش بقتلهم أثناء دخولهم الأحياء القريبة للاختباء فيها”، حسب بيان قوى الأمن الداخلي. وأكدت أن قواتهم تحاضر حي الغويران بالكامل، وتنفذ عمليات تمشيط شاملة للحي والأحياء المجاورة لحين القبض على جميع الإرهابيين.

فيما ذكر فرهاد الشامي بأن قواتهم ألقت القبض على أكثر من /110/ من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، وقتل ما لا يقل عن /13/ عنصراً منهم، لكنه لم يوضح فيما إذا كان هؤلاء من الفارين من السجن أم من العناصر الخارجية التي هاجمت السجن.

كما أوضح بيان آخر لـ(قسد) أن عدداً كبيراً من إرهابيي “داعش” سلموا أنفسهم لقواتهم، فيما اندلعت موجة تصفيات داخلية بينهم داخل السجن، وأشار إلى أن نحو سبعة إرهابيين تمت تصفيتهم على أيدي رفاقهم، بعد محاولة السبعة تسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية.

وذكر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أن إرهابيي “داعش” منعوا أكثر من /289/ عائلة من مغادرة منازلهم في حي الزهور، والوصول إلى المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وأشارت مصادر أخرى أن الإرهابيين قتلوا عدداً من المدنيين، حيث قطعوا رأس أحدهم، ولكن لم يتم تأكيد هذا الخبر من مصادر رسمية.

وقال بيان آخر لقوى الأمن الداخلي، إنه “تم فرض حظر كلي للتجول في مدينة الحسكة، وأنه يمنع الدخول والخروج من المدينة حتى إشعار آخر”، ودعا البيان الأهالي إلى التعاون مع قواتهم والإبلاغ عن عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي المختبئين بين منازل المدنيين، وحددت أرقاماً للتواصل معهم. وأضافت أنها فتحت ممرات آمنة لخروج المدنيين.

وفي أحدث حصيلة لأعداد قتلى التنظيم الإرهابي وممن فقدوا حياتهم من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) وحراس السجن والمدنيين، على الشكل التالي: “1- مقتل ١٢ من مسلحي داعش بينهم صيني، 2- فقد ٢ من مقاتلي (قسد) حياتهم وجرح ١٥ آخرون، 3- فقد ٥ مدنيين حياتهم واحد منهم وجد مقطوع الرأس، 4- فرار ٨ من سجناء “داعش” وإعادة القبض على ٢ منهم فيما جارٍ البحث عن البقية.

وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن قواتهم قتلت خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة خمسة مهاجمين بينهم إرهابي من الجنسية الصينية. وأضاف أن خلايا التنظيم الإرهابي تتخذ من منازل المدنيين في حيّ الزهور خنادق لها تطلق النار بشكل مكثف، في محاولة لتوجيه رسائل أمل إلى المعتقلين داخل السجن.

وذكرت مصادر إعلامية تتابع الحدث عن قرب أن الاشتباكات لا تزال مستمر في “حي الزهور” و”حوش الباعر” جنوبي الحسكة، ولا تزال طائرات التّحالف الدولي الحربية المروحية منها والـF16 الحربية تحوم في أجواء منطقة الاشتباكات التي يُسمع صداها في كافة أحياء الحسكة. وكانت طائرات التحالف المروحية قد استهدفت مساء أمس عناصر التنظيم في محيط السجن وقتلت عدداً منهم، بالتزامن مع إطلاقها قنابل مضيئة في المنطقة التي تدور فيها الاشتباكات. وأشارت تلك المصادر أن طيران التحالف استهدف مبنى كان يتحصن فيه عناصر التنظيم الإرهابيّ، ما أدى إلى مقتل كل من كان فيه، فيما كانت الاشتباكات تدور في محيط ذلك المبنى.

كما أكدت مصادر أخرى بأن مدرعات أمريكية دخلت مدينة الحسكة وانتشرت في دوار الباسل بحي “غويران”.

خلال تغطية هجوم خلايا تنظيم داعش الإرهابي على سجن غويران في الجهة الجنوبية لمدينة الحسكة، أصيب مراسل وكالة أنباء هاوار “باسل رشيد” بطلقتين إحداها في منطقة الصدر وأخرى في البطن إضافة إلى شظايا في أنحاء متفرقة من جسده، نقل على أثرها إلى المشفى. وبحسب الأطباء فإن باسل الموجود في غرفة العناية المشددة، حالته مستقرة حالياً. كما أصيب إعلامي وكالة نورث برس “جيندار عبد القادر” أثناء تغطيته للاشتباكات الجارية في مدينة الحسكة، كما أصيب مدير المركز الإعلامي للمجلس العسكريّ السرياني الإعلامي “الحورو فايز الأملح” بجروح.

من جانب آخر، وفي غمرة انشغال قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلي وكذلك قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش” بالقضاء على عناصر التنظيم والسيطرة على السجن ومنعه فرار العناصر الإرهابية، في هذا التوقيت بالذات، وكأنها تمد حبل النجاة لعناصر التنظيم، وفق مراقبين، استهدفت مسيّرة تابعة للقوات التركية سيارة تابعة لمجلس تل تمر العسكري، كانت متوجهة إلى مدينة الحسكة لمؤازرة قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية التي تشتبك مع خلايا مرتزقة داعش في محيط سجن غويران في مدينة الحسكة، منذ مساء أمس الخميس.

واستهدفت المسيّرة التابعة للجيش التركي عربة تابعة لقوات مجلس تل تمر العسكري على طريق الحسكة بالقرب من قرية توينة، عصر اليوم الجمعة، وفق لما ذكره مراسلون في ناحية تمر التابعة للحسكة. ولم يتبين إن كان القصف قد خلف ضحايا أم لا.

يذكر أن سجن غويران يضم نحو 5000 سجين من عناصر وقيادات تنظيم “داعش” وهو أكبر سجن للتنظيم في العالم أجمع.

وهجوم يوم أمس هو الأعنف والأضخم من نوعه منذ القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي كقوة مسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان في 23 مارس/ آذار من العام 2019.

وحسب آخر الأنباء من مدينة الحسكة، أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في محيط السجن.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.