NORTH PULSE NETWORK NPN

التحشدات التركية.. رسائل ضغط وليست استعداداً للهجوم

 

على مدار السنوات الأخيرة، تبنت تركيا سياسة معقدة على طول حدودها مع سوريا، تجمع بين التدخلات العسكرية المحدودة والاستراتيجيات النفسية والإعلامية. وقد تكرر مشهد التحركات التركية في مناطق شمال وشرق سوريا أكثر من مرة، حيث غالباً ما تأتي على شكل حملات تهديد وتصعيد، تترافق أحياناً مع تحركات عسكرية شكلية تهدف إلى خلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار، وإرسال رسائل سياسية إلى الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المعنية.

 

وفي التطورات الأخيرة، أظهرت الرصد والمتابعة الميدانية أن التحركات التركية حول سد تشرين وجسر قرقوزاق تظل تحشدات شكلية بامتياز. لم تُسجل أي مؤشرات على تعزيزات عسكرية ضخمة أو تجهيزات فعالة لهجوم محتمل، فيما أكدت المصادر المحلية أن ما جرى لم يتعدَ كونه استعراض قوة محدوداً، لا يحمل أي أثر عملي على الأرض، ولا يشير إلى نية تركية للانخراط في مواجهة واسعة النطاق.

 

ويرى محللون ومراقبون أن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية متكاملة للضغط النفسي والسياسي، تهدف إلى التأثير على الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ودفعها نحو تقديم تنازلات سياسية. وتندرج هذه التحركات ضمن ما يعرف بـ”الحرب الخاصة” التركية، التي تستخدم فيها أنقرة أدوات متنوعة تتراوح بين التهديد العسكري الرمزي والتأثير الإعلامي المكثف، من دون الانخراط في مواجهات مباشرة واسعة أو مخاطرة كبيرة، ما يعكس اعتمادها على أسلوب استراتيجي قائم على الرغبة في تحقيق مكاسب سياسية من خلال الضغوط دون مواجهة عسكرية حقيقية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.