NORTH PULSE NETWORK NPN

اشتـ.ـباكات في مخيم الفرنسين بين الأجـ.ـانب وقـ.ـوى الأمـ.ـن العام شمال إدلب

اندلعت مساء أمس اشتباكات داخل مخيم الفرنسين بين مجموعة من الأجانب المتشددين وقوات الأمن العام، بعد تصاعد توترات داخلية ناجمة عن رفض بعض العناصر الأجنبية للسياسات التنظيمية والإدارية داخل المخيم، والتي تُعد جزءاً من ترتيبات أمنية مرتبطة باتفاقيات الجنوب السوري والتنسيق مع إسرائيل.

وأفاد مصادر  من المنطقة بأن الاشتباكات اندلعت عندما حاولت مجموعة من الأجانب إثارة الفوضى وفرض أفكارهم المتطرفة على باقي القاطنين داخل المخيم، ورفضهم الالتزام بتعليمات إدارة المخيم وقوى الأمن العام المسؤولة عن حماية الأمن والاستقرار الداخلي.

وبحسب المعلومات الميدانية، استخدمت المجموعات المتشددة أسلحة خفيفة وأدوات حادة خلال المواجهات، ما أسفر عن وقوع إصابات بين الطرفين، قبل أن تتدخل وحدات من قوى الأمن العام وتتمكن من السيطرة على الموقف وتطويق المنطقة بالكامل لمنع امتداد الفوضى.

مصادر مطلعة داخل المخيم أكدت أن هذه التحركات ليست مجرد “مشاكل داخلية”، بل تأتي بتنسيق غير مباشر مع جهات خارجية تسعى إلى استثمار حالة الفوضى داخل المخيمات لزعزعة الأمن في شمال وشرق سوريا، وخلق ذرائع لإعادة تدوير بعض المجموعات المتشددة تحت غطاء إنساني أو سياسي.

وأضافت المصادر أن رفض الأجانب لما يُعرف بـ”شرع الاتفاقيات” المفروض عبر تفاهمات إسرائيلية – سورية جنوبية يعكس وجود صراع داخلي بين تيارات متطرفة متعددة الولاءات، تتنافس فيما بينها على السيطرة الفكرية والتنظيمية داخل المخيمات.

في المقابل، أصدرت قوى الأمن العام بياناً أكدت فيه أنها تعاملت بحزم مع العناصر التي حاولت خرق القوانين وتعريض حياة المدنيين للخطر، مشيرة إلى أن عمليات التمشيط والتحقيق مستمرة للكشف عن الجهات التي تقف وراء التحريض والتنسيق مع أطراف خارجية.

من جهتها، أكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن ما يجري في مخيم الفرنسين يثبت مجدداً أن ملف الأجانب في المخيمات لا يمكن أن يبقى رهينة الإهمال الدولي أو الاتفاقات الثنائية بين بعض الدول، مشددة على أن استمرار تجاهل هذا الملف يمثل خطراً أمنياً وإنسانياً على المنطقة والعالم.

ودعت الإدارة الذاتية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإيجاد آلية عادلة لمعالجة أوضاع الأجانب في المخيمات، بما يضمن الاستقرار الإنساني والأمني، ويمنع استغلال هذه القضايا من قبل قوى إقليمية لتحقيق مكاسب سياسية.

ويؤكد مراقبون أن الأحداث الأخيرة في مخيم الفرنسين تُظهر بوضوح حجم التعقيدات الأمنية والسياسية المحيطة بملف الأجانب في شمال  سوريا، وضرورة تفعيل مقاربة دولية شاملة تقوم على الحوار والتعاون مع الإدارة الذاتية، باعتبارها الجهة الوحيدة القادرة على إدارة هذه الملفات بمسؤولية وإنسانية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.