تصـ.ـاعد الخـ.ـلاف بين الجـ.ـولاني ومجلس الشورى داخل “تحـ.ـرير الشـ.ـام” حول التحالف الدولي
تشهد هيئة تحرير الشام في إدلب حالة توتر ملحوظة داخل بنيتها القيادية، مع بروز خلاف واضح بين قائدها أبو محمد الجولاني ومجلس الشورى، على خلفية ما يُتداول عن توجه جديد يسعى إلى فتح قنوات تقارب ــ ولو بشكل غير مباشر ــ مع التحالف الدولي لمكافحة داعش.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن هذا التوجه قوبل برفض شديد من مجلس الشورى، ولا سيما من الشخصيات ذات الخلفية الشرعية والعقائدية، التي تعتبر أن الخطوة تمس هوية الهيئة وتخالف الأسس التي قامت عليها. كما وجّه بعض أعضاء المجلس انتقادات للجولاني، متهمين إياه بتجاوز التفويض الشرعي والتنظيمي والذهاب باتجاه قرارات فردية مثيرة للجدل.
ويبرز داخل الهيئة معسكران متباينان: الأول مؤيد لمسار الجولاني، والثاني معارض يرى في هذا التوجه تحولاً خطيراً. ويزداد المشهد تعقيداً بوجود قيادات ضمن الأجسام الأمنية والعسكرية كانت تنتمي سابقاً لتنظيم داعش، إذ تنظر هذه الشخصيات إلى أي انفتاح نحو التحالف الدولي باعتباره تهديداً مباشراً لها، ما يعمّق حدة الخلاف ويرفع سقف اعتراضاتها.
ويرى مراقبون أن استمرار التوتر داخل الهيئة قد يفتح الباب أمام تغييرات داخلية في مواقع النفوذ، أو حتى صدامات أمنية بين الأجنحة المختلفة، خاصة مع تزايد الاتهامات المتبادلة حول التفريط أو الخروج عن الخط الأساسي للهيئة.
وبين محاولات التهدئة الداخلية وتكتم الهيئة عن تفاصيل ما يجري، يبقى الخلاف الراهن مؤشراً على مرحلة أكثر حساسية في مسار “تحرير الشام”، في ظل بيئة سياسية وأمنية معقدة وضغوط متزايدة من أطراف محلية ودولية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.